الحمد لله.
هذا الكلام لا أصل له عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو باطل موضوع عليه ، وعلامات الكذب فيه ظاهرة لا تخفى .
والظاهر أن وضعه متأخر جدا ، افتراه بعض متأخري هؤلاء السفهاء من الروافض الذين هم من أكذب خلق الله ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" مَنْ جَرَّبَ الرَّافِضَةَ فِي كِتَابِهِمْ وَخِطَابِهِمْ : عَلِمَ أَنَّهُمْ مِنْ أَكْذَبِ خَلْقِ اللَّهِ، فَكَيْفَ يَثِقُ الْقَلْبُ بِنَقْلِ مَنْ كَثُرَ مِنْهُمُ الْكَذِبُ، قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ صِدْقَ النَّاقِلِ؟
وَقَدْ تَعَدَّى شَرُّهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ، حَتَّى كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَتَوَقَّوْنَ أَحَادِيثَهُمْ".
إلى أن قال :
" فَالرَّافِضَةُ أَكْذَبُ مِنْ كُلِّ طَائِفَةٍ ، بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِأَحْوَالِ الرِّجَالِ " .
انتهى من"منهاج السنة النبوية" (2/ 467 -468) .
ولا يعرف – فيما علمنا - في كتب أهل الإسلام كتاب اسمه : "كتاب تقويم آخر الزمان"، وإنما هو من انتحال هؤلاء المبطلين، وتواليف أهل البهت والكذب المبين .
ومنهم من يقول : اسم الكتاب : " بيان الأئمة " ، وقيل : اسم الكتاب : " سلوا عليا " ، وهذا من افتراء الكذب ومزيد البهتان .
ولا يجوز ذم العراق وأهله ، ولا ذم إقليم منه بعينه، لا في صدر الإسلام ولا في آخر الزمان ، هكذا بإطلاق ، فإن كثيرا من أكابر أهل الحديث ، وفقهاء الأمة وأهل الجرح والتعديل من أهل العراق ، بل إن جملة من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن التابعين بعدهم سكنوا العراق .
ولا يعرف عن إقليم منه ، أن أهله يوالون اليهود أو الروم ، أو يكيدون لأهل الإسلام ، لا الأكراد ولا غيرهم ، فهذا كلام باطل لا يجوز أن يعول عليه .
ومن الأكراد ثلة من أهل العلم والجهاد ، منهم صلاح الدين الأيوبي وابن الأثير وابن خلكان وابن فضلان وأبو حنيفة الدينوري وغيرهم .
وينظر السؤال رقم : (210963) ، (236781).
والله تعالى أعلم.
تعليق