الحمد لله.
إذا كانت الدولة تمنح العائدين مالا وفق شروط معينة، فلا يجوز لأحد أن يحتال ليأخذ ما ليس له؛ لما في ذلك من الكذب والغش وأكل المال بالباطل، وهذه محرمات لا يخفى تحريمها.
وقد أدى بك الرغبة في المال إلى الوقوع في الكذب والغش ومخالفة الشرط.
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ رواه أبو داود (3594)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا رواه البخاري (5743)، ومسلم (2607).
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي رواه مسلم (102).
فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى، وأن تمتنع عن أخذ ما زاد عن حقك.
فإن كان يترتب على امتناعك ضرر معتبر عليك، فالظاهر جواز أن تأخذ المال كله، ثم تتخلص من مليونين، بإعطائهما للفقراء والمساكين، أو صرفهما في المصالح العامة، كالمساجد والمستشفيات والمدارس.
والله أعلم.
تعليق