الحمد لله.
أولا:
لم نقف لهذا الحديث على أصل، وقد ذكره الراغب الاصفهاني بدون سند في كتابه " محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء" (2 / 255):
" روي في الخبر: أيما امرأة غارت فصبرت : دخلت الجنة " انتهى.
لكن ورد حديث قريب من هذا رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10 / 107) عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْغَيْرَةَ عَلَى النِّسَاءِ، وَالْجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ، فَمَنْ صَبَرَ مِنْهُنَّ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا : كَانَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِ الشُّهَدَاءِ ).
وهو حديث ضعيف منكر، كما بيّن ذلك الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (2 / 220).
ثانيا:
ورغم ضعف هذه الأحاديث؛ إلا أن المرأة إذا خافت من الله تعالى ، فتحكمت في غيرتها ، وكتمتها ، ومنعتها أن تجرّها إلى الحرام ، من الظلم والاعتداء والغيبة ونحو هذا، فإنه يرجى لها أن يشملها وعد الله تعالى؛ حيث قال سبحانه وتعالى:
( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) النازعات (40 – 41).
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم (21421).
والله أعلم.
تعليق