الحمد لله.
أولا :
هناك كتب كثيرة لطالب العلم المبتدئ في التفقه على مذهب الإمام أحمد رحمه الله ، من هذه الكتب :
- "أخصر المختصرات" للشيخ محمد بن بدر الدين بن بلبان (ت 1083) .
- "عمدة الفقه"، لابن قدامة الحنبلي (ت620) .
- "كافي المبتدي" للشيخ ابن بلبان .
- "دليل الطالب" ، للشيخ مرعي الكرمي (ت1033) .
- "زاد المستقنع" للشيخ موسى الحجاوي (ت968) .
وينبغي للطالب أن يدرس هذه الكتب على يدي شيخ فقيه متقن ؛ وربما وجد صعوبة في دراسة الكتاب الأول منها ثم سيسهل عليه الأمر جدا في الكتب الأخرى لما بين هذه الكتب من التداخل والتكرار ، وهو مفيد جدا في تصور المسائل وتثبيتها في الذهن ، ولن يأخذ في الكتب الأخرى وقتا طويلا ، إذا أعطى الكتاب الأول حقه من الفهم والدراسة .
فمن قرأ هذه الكتب الفقهية في المذهب الحنبلي ، وتصورها تصورا صحيحا مع أدلتها فسوف يحصل على علم كثير ، ويضبط ويبني نفسه بناء فقهيا سليما.
ويمكنه أن يكتفي بكتاب واحد من الثلاثة الأول؛ فإذا درس اختار واحدا من الكتابين الأخيرين، وهما : "دليل الطالب" للشيخ مرعي الكرمي، أو "زاد المستقنع" للحجاوي، فيجتهد في حفظه، أو استظهاره ما أمكنه، ويعتني بدراسته، وتكرير بحثه واستشراحه على يد شيخ متقن ، أو أحد طلبة العلم ، فإن لم يجد فإنه يتابع شرحها مع أحد العلماء عن طريق التسجيلات المتوفرة في المواقع الإسلامية .
وقد اختار الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله من هذه الكتب كتاب "زاد المستقنع في اختصار المقنع"، وشرحه شرحا وافيا ، وقد طبع هذا الشرح في خمسة عشر مجلدا ، وسُمِّيَ بـ "الشرح الممتع" .
قال الشيخ ابن عثيمين :
"كتاب " زاد المستقنع في اختصار المقنع " - تأليف : أبي النجا موسى بن أحمد بن موسى الحجاوي - كتاب قليل الألفاظ، كثير المعاني، اختصره من " المقنع "3.
، واقتصر فيه على قولٍ واحدٍ، وهو الراجح من مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ولم يخرُج فيه عن المشهور من المذهب عند المتأخرين إلا قليلاً .
وقد شُغِفَ به المبتدئون من طلاب العلم على مذهب الحنابلة، وحَفِظَهُ كثير منهم عن ظهر قلب .
وكان شيخُنا عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي " رحمه الله تعالى "، يَحُثنا على حفظه، ويُدرِّسنا فيه .ثم يأتي في المرحلة التالية، كتاب الروض المربع شرح زاد المستقنع للبهوتي" انتهى من "الشرح الممتع" (1/5).
ثانيا :
إن انتهى الطالب مما سبق ، فإنه يدرس كتاب " الروض المربع " للشيخ منصور البهوتي، وهو كتاب غزير العلم قد طبع عدة طبعات، وعليه شروح وحواش كثيرة يستفيد منها طالب العلم،
ولا ينبغي للطالب أن يتعصب لمذهب أو قول فقهي معين، بل يدور مع الدليل حيث دار.
وينظر جواب السؤال: (21420).
وليعلم المقبل على العلم الشرعي ، أهمية العمل بالعلم والتزكية والتطهر من أمراض القلوب، ولا بد لطالب العلم من مراعاة آداب النفس ومراقبة الله والخوف منه وبناء الإيمان بناء متينا، فإنما العلم الخشية.
والله أعلم .
تعليق