الحمد لله.
تربية الأولاد مسئولية مشتركة بين الأبوين، فينبغي أن يتعاونا عليها، ويتشاورا فيها، كما أرشد إليه قوله تعالى: فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا البقرة/233، وهذا هو ما يحقق الخير والمصلحة للأولاد.
وينبغي أن تعين الزوجة زوجها على بر والديه، وأن تسعد بذلك، وأن ترجو من وراء ذلك بر أولادها لها ولزوجها، فإن الجزاء من جنس العمل.
ولا نرى فيما ذكرت أمرا يستحق الخلاف والإنكار، فلا ضرر في مبيت أحد أولادك عند جدته المقيمة في نفس البيت، فلا يغيب عنك إلا وقت نومه.
وعلى فرض أنه يبقى أكثر من ذلك، فإن الأب إذا رأى المصلحة في ذلك، وأمر به ابنه، لزمه طاعته.
وهذا المسلك وهو بقاء الأم في شقة مستقلة، وإيناسها بنوم أحد الأبناء معها، أولى من سكنها معكم في نفس الشقة؛ تجنبا لما ينشأ عن ذلك من المشاكل بين الزوجة وحماتها.
فلا ينبغي أن تنزعجي من ذلك، ولا أن تجعليه سببا للخلاف والشقاق، بل الأمر أيسر من ذلك، فاحرصي على صفاء العلاقة والمودة مع زوجك، وأعينيه على البر، وزني الأمور بميزانها، ولا تبالغي في إنكار ما لا يستحق الإنكار، فهذا أهنأ لقلبك، وأسعد لزوجك وولدك.
والله أعلم.
تعليق