الجمعة 17 شوّال 1445 - 26 ابريل 2024
العربية

حديث : ( من ردّ إليّ شاردا ، كتبته جهبذا ) لا أصل له .

287989

تاريخ النشر : 31-03-2018

المشاهدات : 15663

السؤال

خطيب الجمعة ذكر أكثر من مرة حديثاً يقول : إنه قدسى : ( من رد إلى شاردا كتبته تحت ساق العرش جهبذا ، ومن كتبته جهبذا لا أعذبه أبدا ) ولم أسمع به على لسان أحد قبله ، وفيه غرابة بالنسبة لى ، فما صحة هذا الحديث ؟

ملخص الجواب

هذا الحديث لا أصل له .

الجواب

الحمد لله.

هذا حديث لا أصل له ، وغايته أن يكون مأخوذا عن أهل الكتاب ، فيما ينقلونه ويروونه .

فروى عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (977) عَنْ شُمَيْطٍ بن عجلان : " أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّكَ إِنْ اسْتَنْقَذْتَ هَالِكًا مِنْ هَلَكَتِهِ ، سَمَّيْتُكُ جِهْبِذًا " .

ورواه بحشل في "تاريخ واسط" (ص: 193) عن الحسن، قَالَ: " أوحى الله تعالى إلى داود: يا داود، خالط الناس واصبر على أذاهم، لعلك ترد حيران عن حيرته، أو سكران عن سكرته، فأكتبك عندي جهبذا ، ومن كتبته عندي جهبذا ضمنت السحاب رزقه، لا يخاف إذا خاف الناس ".

وروى أبو نعيم في "الحلية" (10/ 79) عن الحارث المحاسبي قال: وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاودَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا دَاودُ لَأَنْ يَخْرُجَ عَلَى يَدَيْكَ عَبْدٌ مِمَّنْ أَسْكَرَهُ حُبُّ الدُّنْيَا، حَتَّى تَسْتَنْقِذَهُ مِنْ سُكْرِهِ ، سَمَّيْتُكَ عِنْدِي جِهْبِذًا، وَمَنْ كَانَ جِهْبِذًا ، لَمْ تَكُنْ بِهِ فَاقَةٌ وَلَا وَحْشَةٌ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِي، يَا دَاودُ مَنْ لَقِيَنِي وَهُوَ يُحِبُّنِي أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي ".

فالظاهر: أن هذا الكلام مأخوذ من كتب أهل الكتاب ، ولا نعلم له أصلا من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم .

ويغني عنه: ما ثبت من حديث سَهْل بن سعدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعليّ رضي الله عنه يَوْمَ خَيْبَرَ:

( انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ).

رواه البخاري (3009)، ومسلم (2406)

والله تعالى أعلم .


 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب