هل يصح التسمية بالمتوكل والواثق؟

الحمد لله.

لا مانع شرعي من التسمي بالواثق أو المتوكل ، فليسا اسمين من أسماء الله حتى يُمنع من التسمي بأحدهما معرفا بأل .

وما فيهما من التزكية مغتفر, كالحال في التسمية بحكيم وكريم ومحسن ومحمود ونحوها.

ويستأنس لهذا بما روى البخاري (2125) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي القُرْآنِ  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا  وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ؛ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ، وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ" .

جاء في "شرح البخاري" لابن بطال (6/254):

"قال المهلب : وقوله : (سميتك المتوكل) لقناعته باليسير من الرزق ، واعتماده على الله تعالى بالتوكل عليه في الرزق والنصر، والصبر على انتظام الفرج، والأخذ بمحاسن الأخلاق" انتهى .

فالتسمية بالمتوكل أو الواثق جائزة، وهي كالتسمية بمحمد وأحمد، ونحوها من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد جرى عمل الناس على التسمّي بهذين الاسمين، أو التلقب بهما، ولا نعلم أحدا من العلماء أنكر ذلك .

وممن تسمّى بالمتوكل :

- المُتَوَكِّلُ بنُ اللَّيْثِ وهو تابعي جليل . ينظر "الثقات" لابن حبان (7/517).

- المتوكل بن محمد بن سورة ، حدث عنه شيخ الطبراني : أحمد الأنطاكي . ينظر "المعجم الأوسط" للطبراني (1749).

- المتوكل بن أبي الفضيل ، حدّث عنه إسحاق بن أبي إسرائيل . ينظر "سنن الدارقطني" (6).

- وممن تكنى بالمتوكل : التابعي الجليل علي بن داود البصري فقد كانت كنيته أبا المتوكل وقد روى عن جمع من الصحابة كأبي سعيد وجابر وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم، وأحاديثه في الصحيحين وغيرهما.

وقد تلقب بعض الخلفاء بالمتوكل والواثق، كما هو معلوم.

والله أعلم.