الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

يسأل عن صحة دعاء آدم لما طاف بالبيت سبعا وقال: اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي الخ

291996

تاريخ النشر : 08-11-2018

المشاهدات : 66709

السؤال

هل يجوز الأخذ بالحديث التالي أو نشره : " أن آدم لما هبط طاف بًالبيت سبعا ، وصلى خلف المقام ركعتين ، ثم قال : اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي ، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي ، وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي ، اللهم إني أسألك إيمانا يباشر قلبي ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي ، والرضا بما قضيت علي ، فأوحى الله إليه : قد دعوتني دعاء استجبت لك به ، ولن يدعوني به أحد من ذريتك من بعدك إلا استجبت له ، وغفرت ذنوبه ، وفرجت همومه ، وتجرت له من وراء كل تاجر ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، وإن كان لا يريدها " فهل يجوز نشره بين الناس أم لا ؟ مع العلم إن في مجمع الزوائد حكم عليه بضعف الإسناد .

ملخص الجواب

لا حرج في دعاء الشخص ، في خاصة نفسه ، بهذا، فإنه كلام حسن، لكن لا ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يؤمر الناس بالدعاء به ، فإن الناس إنما يؤمرون بالعمل بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . أما ما لم يثبت عنه فغايته أن يكون جائزا ، غير منهي عنه في نفسه ، لكن لا يكون وردا عاما ، يدعى الناس إليه ، ويُجمعون عليه .

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث ضعيف، فلا ينبغي لك نشره، فإن فعلت فلابد من بيان ضعفه.

وقد ضعفه الهيثمي كما ذكرت في "مجمع الزوائد" (10/ 183): "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ النَّضْرُ بْنُ طَاهِرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ" انتهى.

بل ذهب الشيخ الألباني رحمه الله إلى أنه : حديث منكر.

قال بعد إيراد لفظه: "منكر. أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/66/1/6112) ، وابن عساكر

في "تاريخ دمشق" (2/642) من طريق النَّضْر بْن طَاهِرٍ:حدثني مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ

الْأنصاري عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ ... مرفوعاً. وقال الطبراني:

"لَمْ يَرْوِه إِلَّا مُعَاذُ، تَفَرَّدَ بِهِ النَّضْرُ ".

قلت: وهو ضعيف جداً، يسرق الحديث ، ويحدث عمن لم يرهم، ولا يحمل سنُّه أن يراهم، كما قال ابن عدي في "الكامل"" انتهى من "السلسلة الضعيفة" (13/ 925).

وأما الحافظ ابن حجر رحمه ، فقال : " هذا حديث غريب ، فيه سليمان بن مسلم الخشاب : ضعيف جدًّا .

لكن تابعه حفص بن سليمان عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة عن أبيه . أخرجه الأزرقي في كتاب مكة ، من طريق حفص ، وهو ضعيف أيضًا . لكنه إمام في القراءة .

وساق له طرقًا ، وهذه الطرق الأربع ترقي الحديث إلى مرتبة ما يعمل به في فضائل الأعمال ، كالدعاء" انتهى نقلا عن "الفتوحات الربانية على الأذكار النووية" لابن علان (4/ 391).

وينظر : "نتائج الأفكار" لابن حجر ، (5/291) ، ففيه نص كلامه .

فقد صرح رحمه الله بضعف الحديث "جدا" ، لكن ذكر أن طرقه ترقى به لصحة العمل ـ وهو هنا : الدعاء به ـ في فضائل الأعمال .

والحاصل :

أنه لا حرج في دعاء الشخص ، في خاصة نفسه ، بهذا، فإنه كلام حسن، لكن لا ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يؤمر الناس بالدعاء به ، فإن الناس إنما يؤمرون بالعمل بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .

أما ما لم يثبت عنه فغايته أن يكون جائزا ، غير منهي عنه في نفسه ، لكن لا يكون وردا عاما ، يدعى الناس إليه ، ويُجمعون عليه .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب