الحمد لله.
الأصل أن الدم الخارج من فرج المرأة دم حيض ما لم يتجاوز خمسة عشر يوما فإنه يكون استحاضة.
وقد تأخذ المرأة دواء فيسبب لها نزول دم الحيض المعروف، في غير موعده، فتجري عليها أحكام الحائض، ويلزمها الامتناع عن الصلاة والصوم والوطء.
قال في “كشاف القناع” (1/ 218): “(ويجوز) لأنثى (شرب دواء) مباح (لحصول الحيض، لا قرب رمضان لتفطره)” انتهى.
فعُلم من هذا أن الحيض لو نزل بسبب دواء، فإنه يكون حيضا.
لكن لو نزل بسبب أخذ الدواء دم لا يشبه دم الحيض في صفاته، وكان هذا في غير وقت العادة، فالأظهر أنه لا يعتبر حيضا.
جاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” (5/442): “في الأيام الحاضرة تستعمل النساء موانع الحمل الاصطناعية كالحبوب واللولب وأي طبيب قبل وضع اللولب أو إعطاء الحبوب يعطي المرأة حبتين للتأكد من عدم حمل المرأة بهذه الحالة يجب أن يأتيها الدم إن لم تكن حاملا . والسؤال : إن هذا الدم الذي ينزل عليها خلال أيام معدودة هل حكمه حكم دم الحيض بترك الصلاة والصيام والجماع ؟ علما أن فترة نزول هذا الدم ليست وقت حيضها المعتاد، كذلك بعد وضع اللولب أو استعمال الحبوب عند بعض النساء يتغير نظام دورة الحيض فتزيد فجأة بعد استعمال المانع للحمل حتى إن بعضهن لا تطهر خلال الشهر أكثر من أسبوع وينزل الدم عليها خلال ثلاثة أسابيع متوالية ويكون الدم النازل نفس الدم الذي ينزل عند الحيض ، وكذلك نفس الدم الذي ينزل عند أخذ الحبتين للتأكد من عدم الحمل ، كما في السؤال السابق . والسؤال : ما حكم المرأة خلال هذه الفترة ثلاثة أسابيع أهو حكم الحيض أم تلتزم بعادتها قبل استعمال المانع أسبوع أو عشرة أيام؟
الجواب: إذا كان الدم الذي نزل بعد أخذ الحبتين هو دم العادة المعروف للمرأة، فهو دم حيض، تترك وقته الصوم والصلاة.
وإذا كان غير ذلك؛ فلا يعتبر دم حيض يمنع الصوم والصلاة والجماع؛ لأنه إنما نزل بسبب الحبوب.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز” انتهى.
وينبغي سؤال الطبيب عن هذا الدم هل هو دم حيض أم دم نزل بسبب المرض أو تناول الدواء ؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الدم الناشئ عن حبوب منع الحمل: “على المرأة أن تسأل الطبيب، فإذا قال: هذا حيض فهو حيض، وإذا قال: هذه عصارات من هذه الحبوب فليس بحيض ” انتهى من “فتاوى ودروس الحرم المكي” (2/284 ).
والله أعلم.
تعليق