الثلاثاء 25 جمادى الأولى 1446 - 26 نوفمبر 2024
العربية

حكم تسمية المولودة بـ ( مِرْيام ) .

294780

تاريخ النشر : 30-09-2019

المشاهدات : 27866

السؤال

ما حكم تسمية المولودة باسم ( مريام ) وما أصل هذا الاسم ؟ حيث قيل لي : إن مريم عند النصارى تنطق ميري وليس مريام .

الجواب

الحمد لله.

أولاً : 

الأولاد هبات من الله تعالى ، أنعم بها على الوالدين ، وأوجب تجاههم حقوقا كثيرة عظيمة ، تبدأ باختيار الاسم الحسن الذي سيحمله المولود فيما يستقبل من عمره .

قال الماوردي رحمه الله في كتابه "نصيحة الملوك" (ص167) : " فإذا ولد المولود ، فإن من أول كراماته له ، وبره به ، أن يُحَلِّيَه باسمٍ حسنٍ ، فإن للاسم الحسن موقعاً في النفوس، مع أول سماعه " انتهى باختصار .

والأصل في الأسماء: الإباحة والجواز ، غير أن هناك بعض المحاذير الشرعية التي ينبغي اجتنابها عند اختيار الأسماء منها : التعبيد لغير الله عز وجل ، والتسمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى التي اختص بها نفسه ، والتسمي بأسماء الكفار الخاصة بهم ، الدالة عليهم دون غيرهم ، مثل عبد المسيح وبطرس وجرجس ونحوها ، والتسمي بأسماء الأصنام أو الطواغيت المعبودة من دون الله ، وغير ذلك .

وينظر لمزيد من التفصيل حول آداب الأسماء جواب السؤال رقم : (7180).

ثانيا :

اسم : ( مِرْيام ) هو لفظ آخر لاسم : ( مَرْيَم ) ، ويبدو أنه استحدث قريبًا ، ليناسب بعض اللغات أو اللهجات .

و( مريم ) ، اسم أعجمي ، عبري الأصل ، ثم استعمله العرب ، وانتشر في نسائهم .

جاء في "المصباح المنير" (1/249): " مَرْيَمُ اسْمٌ أَعْجَمِيُّ ، وَوَزْنُهُ مَفْعَلٌ ، وَبِنَاؤُهُ قَلِيلٌ ، وَمِيمُهُ زَائِدَةٌ .

وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَصْلِيَّةً لَفَقْدِ فَعْيَلٍ فِي الْأَبْنِيَةِ الْعَرَبِيَّةِ .

وَنَقَلَ الصَّغَانِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ : مَرْيَمُ مَفْعَلُ ، مِنْ رَامَ يَرِيمُ .

وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ عَرَبِيًّا ." اهـ 

ومعنى ( مريم ) في العبرية : العابدة ، والخادمة ؛ لأن أم مريم رضي الله عنهما نذرتها لخدمة بيت المقدس . 

قال البغوي في تفسير قوله تعالى : ( وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ) : " ومريم بلغتهم العابدة والخادمة " انتهى من "تفسير البغوي" (2/30). 

وقال أبو حيان : " مريم في لغتهم معناه : العابدة ، أرادت بهذه التسمية التفاؤل لها بالخير ، والتقرب إلى الله تعالى ، والتضرّع إليه بأن يكون فعلها مطابقًا لاسمها ، وأن يصدق فيها ظنها بها " انتهى من "البحر المحيط" (3/118).

وبناء على ما سبق، من أن ( مريام ) لفظ آخر لاسم : ( مريم ) ، وأنه لا يحمل معنى سيئًا ، ولا يختص بالكفار دون غيرهم ؛ فلا حرج في التسمي به .

لكن يشترط لذلك : أن يكون التسمي بمثل ذلك معتادا بين المسلمين في بلادكم ، وألا يكون التسمي بهذا الاسم ، وبالكيفية المذكورة (مريام) : من خصائص الكفار ، أو فيه تشبه ظاهر بالكفار ، أو لأجل أن بعض أهل الفسق ، تسمى بذلك الاسم ، فقلده الناس في ذلك ، وكذلك يفعلون !!

ولا شك أن الذي ينبغي ، على كل حال ، لمن أراد أن يسمي ابنته ( مريم ) ، أن يكون ذلك على هيئة نطقه العربي ، ويكفي ذلك شرفا أنها تسيمة القرآن ، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وهكذا اعتاده العرب ، ونطقوه .

وينظر لمعرفة بعض الأسماء المستحسنة للإناث جواب السؤال رقم : (101401).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب