الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

حكم التسلية ببهائم الأضاحي والاستمتاع بنطاح الكباش وتشاجرها مع بعضها

294987

تاريخ النشر : 19-11-2018

المشاهدات : 15549

السؤال

آمل أن تبينوا لنا حكم تداول نكت عن الأضاحي تزامنا مع قدوم عيد الأضحى ، فهناك منشورات على وسائل التواصل تحذر من هذا، ودليلهم قوله تعالى : ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ، وكذلك هناك أناس تستعمل الأضاحي كتسلية ، وتجعلها تتشاجر أحيانا حتى موتها .

الجواب

الحمد لله.

أولا:

الأضحية شعيرة من شعائر الله، يتقرب بها المؤمن إلى ربه، كما قال الله:  وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ  الحج/36، 37

وقال سبحانه:  ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ  الحج/30

وقال:  ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ  الحج/32

فهذه الشعيرة العظيمة ليست مجالا للسخرية ولا لإرسال النكات حولها.

فالذي ينبغي أن يتذكر هذه الشعيرة العظيمة ، وهي التقرب إلى الله بهذه الأضاحي والهدايا ، وذبحها ، على وجه القربة والطاعة لله ، ثم يفعل ما شرعه الله لعباده :  فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ الحج/36 .

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" هذا دليل على أن الشعائر عام في جميع أعلام الدين الظاهرة.

وتقدم أن الله أخبر أن من عظم شعائره، فإن ذلك من تقوى القلوب .

وهنا أخبر أن من جملة شعائره، البدن، أي: الإبل، والبقر، على أحد القولين، فتعظم وتستسمن، وتستحسن .

لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ أي: المهدي وغيره، من الأكل، والصدقة، والانتفاع، والثواب، والأجر.

فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا أي: عند ذبحها قولوا " بسم الله " ، واذبحوها، صَوَافَّ أي: قائمات، بأن تقام على قوائمها الأربع، ثم تعقل يدها اليسرى، ثم تنحر.

فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا أي: سقطت في الأرض جنوبها، حين تسلخ، ثم يسقط الجزار جنوبها على الأرض، فحينئذ قد استعدت لأن يؤكل منها .

فَكُلُوا مِنْهَا وهذا خطاب للمهدي، فيجوز له الأكل من هديه، وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ أي: الفقير الذي لا يسأل، تقنعا، وتعففا، والفقير الذي يسأل، فكل منهما له حق فيهما.

كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ أي: البدن لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ الله على تسخيرها، فإنه لولا تسخيره لها، لم يكن لكم بها طاقة، ولكنه ذللها لكم وسخرها، رحمة بكم وإحسانا إليكم، [ص:539] فاحمدوه." انتهى من "تفسير السعدي" (538) .

ثانيا:

لا يجوز تسليط البهائم بعضها على بعضها، لتتشاجر، ولو كانت لغير الأضحية؛ لما في ذلك من أذية الحيوان.

قال الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج" (6/168) : " ولا تجوز المسابقة على الكلاب ، ومهارشة الديكة ، ومناطحة الكباش ؛ بلا خلاف . لا بعوض ولا غيره ؛لأن فعل ذلك سفه ، ومِنْ فعل قوم لوط الذين أهلكهم الله بذنوبهم " انتهى .

وقال البهوتي في "كشاف القناع" (4/ 48): "(وأما اللعب بالنرد والشطرنج، ونطاح الكباش، ونقار الديوك فلا يباح بحال) ؛ أي لا بعوض ولا بغيره" انتهى.

والبهيمة إذا قيل إنها أضحية، فقد صارت لله، وكانت أمانة في يد صاحبها، فليتق الله في حفظ الأمانة، وليحرص على سلامتها، وليجنبها الأذى، مستشعرا أنها بهيمة مكّنه الله منها ليتقرب بها إلى ربه.

الله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب