الحمد لله.
أولا:
لا شك أن مسألة الأسماء من المسائل المهمة في حياة الناس ، إذ الاسم عنوان المسمى ودليل عليه وضرورة للتفاهم معه، وهو للمسمى زينة ووعاء وشعار يُدعى به في الآخرة والأولى ، وتنويه بالدين ، وإشعار بأنه من أهل هذا الدين ، وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودلالاته ، فهو عندهم كالثوب ، إن قَصُر شان ، وإن طال شان .
والأصل في الأسماء الإباحة والجواز ، غير أن هناك بعض المحاذير الشرعية التي ينبغي اجتنابها عند اختيار الأسماء ، سبق ذكرها في جواب السؤال رقم : (7180).
ثانيا:
لا مانع من تسمية المولود باسم " سامي " ؛ لأن معناه حسن ، ولا يتضمن أي مخالفة شرعية .
فــ " سامي " من السمو : وهو الارتفاع والعلو .
قال ابن منظور في "لسان العرب" (14/ 397) : " سما : السُّمُوُّ : الارْتِفاعُ والعُلُوُّ .
تقول منه: سَمَوْتُ وسَمَيْتُ مِثْلَ عَلَوْت وعَلَيْت وسَلَوْت وسَلَيْت ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ .
وسَمَا الشيءُ يَسْمُو سُمُوّاً ، فَهُوَ سامٍ : ارْتَفَع .
وسَمَا بِهِ، وأَسْماهُ : أَعلاهُ .
وَيُقَالُ للحَسيب وَلِلشَّرِيفِ : قَدْ سَما .." انتهى.
وقال ابن الأثير : " سَمَا ، وعَلاهُ البَهاءُ، أَيِ : ارْتفعَ وعَلا عَلَى جُلسائه .
والسُّمُوُّ : العُلوُّ . يُقَالُ : سَمَا يَسْمُو سُمُوّاً فَهُوَ سَامٍ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ زِمْل " رجُل طُوال إِذَا تكلَّم يَسْمُو " أَيْ : يَعْلُو برأسِه وَيَدَيْهِ إِذَا تَكَلَّمَ .
يُقَالُ فلانٌ يَسْمُو إِلَى المَعالى إِذَا تَطاول إِلَيْهَا " انتهى من "النهاية في غريب الحديث والأثر" (2/ 405).
وعلى ذلك ؛ فإذا سمى الرجل ولده (سامي)، تفاؤلا بقدره ، وتيمنا ببركة الاسم: أن يكتب الله له سمو المقام، والرفعةَ في الدارين: فهو مقصد حسن، لا حرج فيه إن شاء الله، وما زال هذا الاسم معروفا، متداولا بين المسلمين، من غير نكير بينهم، ولا منع لأحد من أهل العلم منه.
والله أعلم.
تعليق