الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

هل يجب على الفتاة أن تطيع أخاها وخاصة إذا كان أصغر منها ؟

300472

تاريخ النشر : 11-12-2020

المشاهدات : 16443

السؤال

هل يجب سماع كلام أخي الأصغر مني بخمس سنوات عندما يطلب مني أن أصنع له الشاي أو القهوة، بينما هو لا يسمع كلامي عندما أطلب منه أن يذهب بي إلى المشفى، أو أي مكان، وأمي تقول: يجب احترامه؛ لأنه رجل، وأنا امرأة، أليس العكس هو الصحيح؛ لأني أكبر منه بخمس سنوات ؟

الجواب

الحمد لله.

العلاقة بين الأخوة والأخوات هي علاقة قائمة على المودة والرحمة، وتوقير الصغير للكبير واحترامه له، ورعاية الكبير للصغير ورحمته له، كما روى الترمذي في سننه (1919) عن أنس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:  لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا  وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

قال المناوي رحمه الله :

" يُعْطَى الكبير حقه من الشرف والتوقير " انتهى من "فيض القدير" (5/ 388) .

وأما الطاعة الواجبة على المرأة : فإنما هي للوالدين ، والزوج ، بضوابط وشروط معلومة في الشرع.

وانظري جواب السؤال رقم:(43123)، ورقم:(269847) .

وأما الأخ ـ كبيرا كان أو صغيرا ـ فليس له حق الطاعة على أخته، ما دامت في ولاية أبيها ، وليس هو وليها الشرعي .

وإنما يكون له حق الولاية عليها في نفسها ، فيما يتعلق بولاية النكاح ، وما تعلق بها من أحكام عند غياب من هو أولى منه بالولاية، وهذا متعلق بالقوامة التي ذكرت في السؤال.

ومن مقتضيات القوامة رعاية الأخ لأخته، وبذله لها النفقة الواجبة، إن لم يكن لها مال تنفق منه، ومنه تحمله لمصاريف علاجها الضرورية، إن كان مقتدراً، ومرافقتها إلى المستشفى ، أو إلى كل مكان تحتاج الذهاب إليه، وتحتاج من يرافقها فيه .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :  كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ  البخاري(893)، مسلم(1829) .

ولعله لشدة حاجة المرأة إلى القيم عليها من الرجال، وضعفها وعدم قيامها بأمر نفسها ، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خاصة كما في عند البخاري (3331)، ومسلم( 1468):  استوصوا بالنساء خيرا  واللفظ لمسلم وفي معنى ذلك أحاديث كثيرة مشتهرة.

أما طاعتك لأخيك في الأمور الحياتية : فهي من حسن المعاملة ، وصلة الرحم التي أوصانا الله بها، وليس من الممكن أن تجري علاقات الأسر والبيوتات الكريمة ، على مقتضى "الواجب" ، و"الحق" ، و"القانون" ، و"القضاء" كلا، لا تستقيم العشرة بالمعروف في الأسرة بمثل ذلك ، بل ينبغي أن يسود التعاطف والتراحم والتواد ومحاسن الأخلاق وكريم المعاملة، وكلما كان الإنسان أكثر صلة في هذا الباب كان أعظم أجرا وقدرا عند الله.

وللاستزادة ينظر السؤال رقم : (12292) و (72834)

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب