الجمعة 8 ربيع الآخر 1446 - 11 اكتوبر 2024
العربية

هل تشبه الرجال بالنساء من علامات قيام الساعة؟

301672

تاريخ النشر : 12-01-2019

المشاهدات : 90710

السؤال

رأيت هذا الحديث منتشرا في وسائل التواصل الإجتماعي ، وهو منسوب إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، فهل هو حديث صحيح ؟ ( يأتي في آخر الزمان رجال ، وما هم برجال ، يتشبهون بالنساء ، إذا رأيتهم فاعلم بأن الساعة قد اقتربت) .

الجواب

الحمد لله.

وردت أحاديث كثيرة في ذم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ولعنهم، وقد سبق ذكر بعض هذه الأحاديث في جواب السؤال : (81994).

وأما الحديث باللفظ المذكور في السؤال: فلم نقف له على أصل في شيء من كتب السنة.

ولكن جاء في معناه ما أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (3/358) من طريق سويد بن سعيد، عن فرج بن فضالة، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ خَصْلَةً: إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ أَمَاتُوا الصَّلَاةَ، وَأَضَاعُوا الْأَمَانَةَ، وَأَكَلُوا الرِّبَا، وَاسْتَحَلُّوا الْكَذِبَ، وَاسْتَخَفُّوا الدِّمَاءَ، وَاسْتَعْلَوُا الْبِنَاءَ، وَبَاعُوا الدِّينَ بِالدُّنْيَا، وَتَقَطَّعَتِ الْأَرْحَامُ، وَيَكُونُ الْحُكْمُ ضَعْفًا، وَالْكَذِبُ صِدْقًا، وَالْحَرِيرُ لِبَاسًا، وَظَهَرَ الْجَوْرُ، وَكَثُرَ الطَّلَاقُ وَمَوْتُ الْفُجَاءَةِ، وَائْتُمِنَ الْخَائِنُ، وَخُوِّنَ الْأَمِينُ، وَصُدِّقَ الْكَاذِبُ، وَكُذِّبَ الصَّادِقُ، وَكَثُرَ الْقَذْفُ، وَكَانَ الْمَطَرُ قَيْظًا، وَالْوَلَدُ غَيْظًا، وَفَاضَ اللِّئَامُ فَيْضًا، وَغَاضَ الْكِرَامُ غَيْضًا، وَكَانَ الْأُمَرَاءُ فَجَرَةً، وَالْوُزَرَاءُ كَذِبَةً، وَالْأُمَنَاءُ خَوَنَةً، وَالْعُرْفَاءُ ظَلَمَةً، وَالْقُرَّاءُ فَسَقَةً، وَإِذَا لَبِسُوا مُسُوكَ الضَّأْنِ، قُلُوبُهُمْ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ، وَأَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، يُغَشِّيهِمُ اللهُ فِتْنَةً يَتَهَاوَكُونَ فِيهَا تَهَاوُكَ الْيَهُودِ الظَّلَمَةِ، وَتَظْهَرُ الصَّفْرَاءُ- يعني الدنانير-، وَتُطْلَبُ الْبَيْضَاءُ- يعني الدراهم-، وَتَكْثُرُ الْخَطَايَا، وَتَغُلُّ الْأُمَرَاءُ، وَحُلِّيَتِ الْمَصَاحِفُ، وَصُوِّرَتِ الْمَسَاجِدُ، وَطُوِّلَتِ الْمَنَائِرُ، وَخُرِّبَتِ الْقُلُوبُ، وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ، وَعُطِّلَتِ الْحُدُودُ، وَوَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَتَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ وَقَدْ صَارُوا مُلُوكًا، وَشَارَكَتِ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي التِّجَارَةِ، وَتَشَبَّهَ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَالنِّسَاءُ بِالرِّجَالِ، وَحُلِفَ بِاللهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَحْلَفَ، وَشَهِدَ الْمَرْءُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدَ، وَسُلِّمَ لِلْمَعْرِفَةِ، وَتُفِقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ، وَطُلِبَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ، وَاتُّخِذَ الْمَغْنَمُ دُوَلًا، وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا، وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا، وَكَانَ زَعِيمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ، وَعَقَّ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَجَفَا أُمَّهُ، وَبَرَّ صَدِيقَهُ وَأَطَاعَ زَوْجَتَهُ، وَعَلَتْ أَصْوَاتُ الْفَسَقَةِ فِي الْمَسَاجِدِ، وَاتُّخِذَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ، وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ فِي الطُّرُقِ، وَاتُّخِذَ الظُّلْمُ فَخْرًا، وَبِيعَ الْحُكْمُ، وَكَثُرَتِ الشُّرَطُ، وَاتُّخِذَ الْقُرْآنُ مَزَامِيرَ، وَجُلُودُ السِّبَاعِ صِفَاقًا، وَالْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وَلَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَلْيَتَّقُوا عِنْدَ ذَلِكَ: رِيحًا حَمْرَاءَ، وَخَسْفًا، وَمَسْخًا، وَآيَاتٍ .

وهذا حديث ضعيف، فيه ثلاث علل:

الأولى: سويد بن سعيد الحدثاني.

قال عنه الحافظ في "تقريب التهذيب" (ص: 260): "صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش فيه ابن معين القول".

الثانية: فرج بن فضالة، وهو ضعيف الحديث، ينظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/85)، "ميزان الاعتدال" للذهبي (3/343)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (8/261).

وقال عبد الرحمن بن مهدي: " حدث فرج بن فضالة عن أهل الحجاز أحاديث مقلوبة منكرة ". انتهى من "الكامل في الضعفاء" (6/28).

وهو هنا يروي عن عبد الله بن عبيد الليثي، وهو حجازي.

والثالثة: أن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي لم يسمع من حذيفة.

قال أبو نعيم عنه (3/356) : "أرسل عن أبي الدرداء وحذيفة وغيرهم رضي الله تعالى عنهم".

وقد ضعف الحديث أبو نعيم بقوله : "غريب من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير، لم يروه عنه فيما أعلم إلا فرج بن فضالة". انتهى من "حلية الأولياء" (3/359).

وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/ 1367) عن الحديث: "وفيه ضعف وانقطاع". انتهى

وبعض فقرات هذا الحديث لها شواهد في السنة النبوية .

وأما فقرة تشبه الرجال بالنساء، فليس في السنة النبوية الصحيحة ما يدل على أن ذلك من علامات قيام الساعة ؛ رغم كونه أمراً منكراً ومحرَّماً، كما هو معلوم .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب