السبت 18 شوّال 1445 - 27 ابريل 2024
العربية

ما حكم بيع متابعين وهميين أو حقيقيين على تويتر أو انستجرام؟

301792

تاريخ النشر : 22-05-2023

المشاهدات : 8475

السؤال

عندي مشروع مربح قليلا، وهو عبارة عن: خدمات لبيع متابعين انستقرام، سواء حقيقيين، عرب، أو وهميين أجانب، طبعا يتم إعلام المشتري قبل الشراء بنوع المتابعين، وهو موافق، ويتم دفع المبلغ، وأنا أوصله للعدد المحدد، وطبعا الحساب لا يوجد بها أغاني ولا صور محرمة، فالسؤال هنا: هل هذا البيع محرم أو ما هو حكمه بالضبط؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

لا يجوز بيع المتابعين الوهميين مطلقا؛ لأن ذلك يُستعان به على الخداع والتدليس، وتكثّر صاحب الحساب، وتشبّعه بما لم يعط ، ولا يجوز بيع ما يستعان به على المعصية، أو سفاسف الأمور، وما لا منفعة في بيعه.

قال الشيخ عبد الله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء عن شراء الحسابات الوهمية: "هذا كذب وبهتان مبين، ولا يجوز".

وعلم المشتري بأن المتابعين وهميون لا يبيح المعاملة، لما تقدم.

ثانيا:

يجوز بيع الحسابات بالمتابعين الحقيقيين لها، ما لم يغلب على الظن أن المشتري يريد ذلك لقصد سيء، فلا يباع له؛ لقوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2.

قال الشيخ محمد صالح المنجد:

"شراء المتابعين نوعان: شراء لمتابعين حقيقيين، وشراء لمتابعين وهميين.

والنية من وراء ذلك: حسنة وسيئة.

*  فأما شراء المتابعين الوهميين: فهو تكثّر مزوّر، وتدليس، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ)، وهذا تزيّن بالزور والكذب.

والذي يريد أن يكتسب مكانةً بين الناس، ووزنًا وأهميةً بمتابعين وهميين: يُخشى عليه من الدخول في قوله تعالى: (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ).

وأما ما ينطوي عليه هذا العمل من المخادعة، فهو ظنُّ الناس أنه لولا أهمية ما يكتبه هذا المغرد، ويفيد به؛ ما كان لديه كل هذا العدد من المتابعين.

و(الخديعة في النار)، كما أخبر عليه الصلاة والسلام.

وبعض الذين يطلبون المتابعين الوهميين بالبرمجة، أو بالشراء من المبرمجين، يقصد حجز الاسم لزيادة عدد متابعيه؛ ليبيعه بسعر مرتفع (حساب مع متابعين)، فهذا مخادع للمشتري، وغاشّ له؛ لأن المشتري يظن أنَّ هؤلاء متابعون حقيقيون، فيدفع أكثر.

وقد يُجري بعضهم ترتيبات معينة لاشتراك متابعين حقيقيين، ثم لا يلبث هؤلاء أن ينفضوا وينسحبوا تدريجيًّا، وهذا غش محرم، وفيه إضرار وتواطؤ على الخداع.

وبعضهم يجذب بالمتابعين الوهميين، متابعين حقيقيين، فيجعلها كالمصيدة.

وبعضهم يتخذ من حسابه في تويتر مجالاً للدعاية والإعلان، فيستزيد من هؤلاء الوهميين، لكسب المُعلنين الذين يظنون أن الإعلان هنا سيراه كل هذا العدد، بينما الحقيقة خلاف ذلك، وهذا غش وخداع وتدليس أيضًا، وإضرارٌ بالمعلنين.

* وأما إذا قصد من زيادة عدد المتابعين الحقيقيين أن تعم الفائدة، وتصل لعدد أكبر: فلا حرج في ذلك إذا صحّت نية المغرّد، وقصد وجه الله واليوم الآخر، وانتفاع المسلمين، ونشر العلم والخير للناس في دينهم ودنياهم، وخصوصًا عندما يكون الاسم لجهة عامة، أو لشخص غير معروف لا مجال لقصد الشهرة في حالته؛ لكونه عبدًا لله خفيًّا، ويكون توسيع دائرة المتابعين في هذه الحالة، بالإعلان أو التسويق، ولو بالمال: عملًا مباحًا أو مشروعًا.

* وأما إذا قصد الشخص بشراء المتابعين الحقيقيين أو الوهميين تحصيل الجاه والمكانة والشعبية والجماهيرية .. ونحو ذلك: فهذا مذموم؛ لمنافاته الإخلاص، وهو من ابتغاء الشهرة والتباهي المحرم، والفرح بهذا العمل داخل في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ).

وابتغاء الكثرة في هذه الحالة داخل في قوله تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ).

وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ ادَّعَى دَعْوَى كَاذِبَةً لِيَتَكَثَّرَ بِهَا؛ لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلَّا قِلَّةً) متفق عليه.

بالإضافة إلى أنه سيحاسب على المال الذي دفعه لتحقيق تلك الأمور الباطلة" انتهى.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (258541).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب