الحمد لله.
هناك معايير كثيرة لاختيار التخصص الطبي، والذي ننصح به في ذلك:
1-اختيار التخصص الذي يقل فيه التعرض للعورات، فيستبعد مثلا-بالنسبة للرجل- التخصص في أمراض النساء والتوليد، ويختار من التخصصات ما يبعد عن النساء جملة إن وجد، وإلا فأقلها عرضة للكشف على العورات، كالعيون، والأسنان.
2-اختيار المجال الذي يحبه، ويمكنه أن يتميز فيه ، مراعيا الاعتبار السابق.
3-اختيار التخصص الذي لا يستغرق العمل في مجاله وقتَ الإنسان، بل يكون لديه سعة من الوقت، مع حظ من الرزق، ليجد الوقت لتحصيل العلم، والدعوة إلى الله، والمنافسة في أبواب الخير.
فإن وجدت هذه المعايير في تخصص معين فالحمد لله، وإذا تعارضت، فينبغي أن يقدم مصلحة دينه وسلامة قلبه، فيبحث عن تخصص يقل فيه التعرض للمحرمات، ولو كان غيره أحب إليه.
وأما نفع المسلمين فيمكن تحصيله من أي تخصص، وذلك بإتقانه عمله، وبذله النصيحة للمرضى، ومراعاة الفقراء والتخفيف عنه، والتبرع بشيء من وقته للعمل في مستوصف خيري، ونحو ذلك من صور العطاء والبذل، مهما كان تخصصه.
وأما مجال البحث العلمي، فهو مجال مهم، ومن وجد في نفسه الرغبة فيه والقدرة عليه، فإنه يُنصح به، ويمكنه نفع المسلمين بطرق كثيرة منها ما تقدم ومنها غير ذلك، وإن كان مجال التطبيب المباشر أكثر نفعا، لا سيما من وفّقه الله لدعوة المرضى للصلاة، وتذكيرهم بالله، وغرس اليقين في قلوبهم، والتخفيف من همومهم وآلامهم.
فاجتهد في دراستك، وابحث عن التخصص الذي هو أنفع لدينك وأصلح لقلبك وأتقى لربك.
والله أعلم.
تعليق