الحمد لله.
أولا:
هذا الحديث رواه أبو الشيخ في كتاب "العظمة" (4 / 1489 - 1491)؛ قال: حدثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الْبَحْرَانِيِّ، عَنْ مُقَاتِلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ حَلَقٌ حَلَقٌ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِيمَ أَنْتُمْ؟
قُلْنَا: نَتَفَكَّرُ فِي الشَّمْسِ كَيْفَ طَلَعَتْ؟ وَكَيْفَ غَرَبَتْ؟ قَالَ: أَحْسَنْتُمْ، كُونُوا هَكَذَا، تَفَكَّرُوا فِي الْمَخْلُوقِ، وَلَا تَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ... " .
وهذا الحديث ضعيف السند، في سنده عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو، قال محقق الكتاب: لعله علي بن عمرو بن الحارث بن سهل بن أبي هبيرة.
وعلي هذا وإن وثقه بعض أهل العلم، إلا أنهم نصوا على أنه يهم ، ويروي بعض الغرائب.
لخص حاله الذهبي في كتابه "الكاشف" (2 / 45)؛ بقوله:
" وُثِّق ، وله غرائب " انتهى .
ولخص حاله الحافظ ابن حجر، بقوله:
" صدوق له أوهام " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 404).
وأما الراوي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْبَحْرَانِيِّ، مجهول، لا يعرف من هو.
وقد حكم ابن المحب الصامت ، على هذا الحديث بأنه موضوع، وهذا في كتابه "صفات رب العالمين" (ص 409 - 410).
ثانيا:
وأما جملة: تَفَكَّرُوا فِي الْمَخْلُوقِ، وَلَا تَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ فقد وردت في أحاديث عدة لا تخلو أسانيدها من ضعف.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنها تتقوى ببعضها البعض.
قال السخاوي رحمه الله تعالى:
" حَدِيث: ( تَفَكَّرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَفَكَّرُوا فِي اللَّه )...
وأسانيدها ضعيفة، لكن اجتماعها يكتسب قوة، والمعنى صحيح، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعا: ( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللَّه الخلق، فمن خلق اللَّه، فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت باللَّه ). " انتهى من "المقاصد الحسنة" (ص 260 - 261).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
" وبالجملة فالحديث بمجموع طرقه حسن عندي " انتهى من "السلسلة الصحيحة" (4 / 395 - 397).
وللأهمية طالع الجواب رقم : (260258).
والله أعلم.
تعليق