الحمد لله.
الغيرة بين الضرائر أمر طبعي، ولا إشكال فيه، ما لم يصل إلى الحسد والضغينة، وتنكيد العيش على الزوج.
ونصيحتنا لك في أمور:
1- أن تشكري الله تعالى ما أعطاك من نعم، فإن الشكر يسمَّى الجالب الحافظ، يجلب النعم المفقودة، ويحفظ النعم الموجودة. قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ إبراهيم/7
2- أن تنظري إلى من هو دونك من الناس، وستجدين أن الله أعطاك أكثر من غيرك، وبهذا لا تزدرين نعمة الله عليك.
روى مسلم (2963) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ .
3- أن تعلمي أن الحسد اعتراض على الله وقضائه، وأنه لا يزيد الحاسد إلا حسرة وغما، ولن يأتيه إلا ما قسمه الله.
4- أن تعلمي أن بإمكانك العيش في سعادة وهناء مع زوجك، إذا تناسيت أمر ضرتك وما عندها، وما يأتيها، وأنك لا تجلبين لنفسك بالتفكير فيها إلا الضيق والهم ونفور زوجك.
5- أن تشغلي وقتك بشيء نافع من علم، أو دراسة، أو تعليم، مع البحث عن رفقة صالحة تعينك على الطاعة.
6- أن تدركي أن الحياة قصيرة فانية، وأننا غدا مرتحلون عنها إلى الحياة الحقيقية الباقية، فهوني على نفسك ما تجدينه من ضيق، واعملي لتحصيل السعادة الأبدية، بفعل الصالحات، وإرضاء الزوج، وتنقية القلب من الحسد والبغضاء.
7- إن كان في إمكان زوجك الانتقال بك إلى سكن آخر، فاطلبي منه ذلك برفق وحكمة، فإن بعدك عن ضرتك وعن معرفة أحوالها خير لك ولزوجك أيضا.
8- سلي الله تعالى دائما طهارة القلب، والرضى بما قسم، والثبات على الدين، وتحصيل أسباب النعيم.
نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوالكم، وأن يكتب لكم السعادة والهناء.
والله أعلم.
تعليق