الحمد لله.
لا يجوز عمل دراسة جدوى لشركة تبيع أو تنتج الخمور؛ لما فيه من الإعانة على نشر المنكر، وتحقيق رواجه ، وتيسير سبل نجاحه ، والخمر أم الخبائث ، ملعونة وملعون شاربها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وغيرهم، كما جاء في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً : عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ" رواه الترمذي (1295) ، وأبو داود (3674).
وسواء وصلت الدراسة للشركة أم لم تصل، فإنه قد يستفيد منها غيرها، وقد تنشرها الجامعة فيعم ضررها وبلاؤها، ويكون إثم كل من استفاد منها على كاتبها.
قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ المائدة/2
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا مسلم (4831).
فاتخذ ما يمكنك من الوسائل لجعل الدراسة عن شركة مباحة، وحبذا لو أظهرت دينك، ورفعت رأسك بإسلامك، وقلت: إن هذه الخمر محرمة في ديننا، فلا يمكن أن أعمل دراسة جدوى لشركة تبيعها؛ فلعل أن يبارك لك في ذلك، ويجعل لك فرجا ومخرجا .
نسأل الله أن يبصرك بالحق، وأن يثبتك على الهدى.
والله أعلم.
تعليق