الحمد لله.
أولا:
الوسواس القهري مرض يشرع العلاج منه بمراجعة الطبيب النفسي المسلم الثقة، فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء. وقد كان ينبغي عليكم أن تعتنوا بأمر علاجها الطبي، عند أحد الأطباء الثقات، قبل أن يستحكم بها الداء، ويصل إلى ما وصل إليه، نسأل الله لنا ولها العافية والسلامة.
وعلى من ابتلي بهذا البلاء: أن يعرض عنه جهده، وأن يعلم أن طهارته تصح من أول مرة دون إعادة، وكذا صلاته، وأن الله أرحم به من نفسه، وهو غني عن عنته ومشقته.
ثانيا:
من وسائل التخفيف عن هذه المصابة: صلاتها مع الجماعة في البيت أو المسجد، فيؤمها غيرها في الصلوات الخمس.
وإن احتاجت إلى من يؤمها في شيء من النوافل: شرع ذلك أيضا، للحاجة، والأحسن: أن يكون ذلك أحيانا، وأحيانا.
ويلزمها أن تكبر تكبيرة الإحرام، سواء صلت فرضا أو نفلا؛ لأنها ركن لا تصح الصلاة بدونها.
قال في "منار السبيل" (1/ 82) في بيان أركان الصلاة: " (الثاني: تكبيرة الإحرام. وهى الله أكبر. لا يجزئه غيرها) وعليه عوام أًهل العلم. قاله في المغني، لقوله في حديث المسئ: (إذا قمت إلى الصلاة فكبر) وقال: (تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم) رواه أبو داود" انتهى.
ونظرا لحالها، فيمكن أن يقف بجانبها من يأمرها بالتكبير، خلف من يؤمها مباشرة، ويسهل عليها ذلك، ويعلمها أنها كبرت، وانتهت منه، ولا حاجة لها إلى أن تعيده، ويتم تدريبها على ذلك، والاجتهاد في وضع علامات تسهل عليها التكبير، والطهارة ونحو ذلك، فكما اقترحنا أن يقف بجانبها من يسهل عليها الطهارة، فيرشدها إلى غسل الوجه مثلا، ثم غسل اليدين، ويخبرها بعد كل عضو أنها انتهت منه، ولا حاجة إلى إعادته ، أو التردد فيه، وهكذا .
ثالثا:
الغسل المجزئ: أن ينوي الإنسان، ويسمي، ويعم جسده بالماء، مع المضمضة والاستنشاق، وهذه أيسر طريقة للغسل.
والوضوء معروف، وهو يسير إلا على من ابتلي، ويجوز غسل الأعضاء مرة مرة، ومرتين مرتين، والأكمل أن تغسل ثلاثا. وأما الرأس فإن يمسح مرة واحدة.
ونسأل الله أن يشفي خالتك ويعافيها.
والله أعلم.
تعليق