الحمد لله.
أسماء الله تعالى قسمان :
الأول : خاص به سبحانه ، مثل : الله ، والرحمن ، والرب ، والأحد ... ونحوها ، فهذه لا يجوز أن يسمى بها مخلوق ، لأن ذلك يكون منازعة لله تعالى فيما هو من خصائصه .
قال ابن القيم رحمه الله:
" ومما يُمنع تسمية الإنسان به : أسماء الرب تبارك وتعالى ، فلا يجوز التسمية بالأحد ، والصمد ، ولا بالخالق ، ولا بالرازق ، وكذلك سائر الأسماء المختصة بالرب تبارك وتعالى ، ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر ، والظاهر ، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار ، والمتكبر ، والأول ، والآخر ، والباطن ، وعلام الغيوب " انتهى. "تحفة المودود" (ص/125)
القسم الثاني :
أسماء مشتركة ، فلا حرج أن يسمى بها المخلوق ، مثل : كريم ، وحليم ، ورحيم ، وحكيم ، وعليم ... ونحو ذلك .
وقد قال الله تعالى في إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام : فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ.
وقد كان من الصحابة من يتسمى ببعض هذه الأسماء ، ولم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم كعلي بن أبي طالب ، وحكيم بن حزام رضي الله عنهما .
جاء في حاشية كتاب "أسنى المطالب شرح روض الطالب" (4/243) من كتب الشافعية :
" جواز التسمية بأسماء الله تعالى التي لا تختص به ، أما المختص به فيحرم ، وبذلك صرح النووي في شرح مسلم " انتهى .
وبناء على هذا ؛ فلا حرج من تسمية بعض الأطعمة بـ "حليم" لأن هذا من الأسماء المشتركة ، وليس خاصا بالله تعالى.
ثم إن تسمية هذا الطعام بمثل ذلك الاسم: هي ضرب من "المجاز"، ولا مدخل له في الاشتراك في أسماء الله تعالى.
والله أعلم .
تعليق