الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

قول بعضهم تهديدا؛ بدي أحسب الله ما خلقك

314881

تاريخ النشر : 03-10-2020

المشاهدات : 12105

السؤال

البعض يستخدم عبارة " بدي أحسب الله ما خلقك" لتهديد شخص ما أو إخافته، فمثلاً يقول: سأضربك وأحسب الله ما خلقك، فما مدى جواز استخدام هذه العبارة ؟

ملخص الجواب

ينبغي للمسلم أن يجتنب هذه العبارة " بدي أحسب الله ما خلقك "، لأن معناها الحرفي غير صحيح ، فإنه لا يجوز للمسلم أن يأتي لشيء خلقه الله تعالى ويعتبره لم يخلق ، فإنه لا يصح اعتبار الموجود معدومًا . والمسلم مأمور بحفظ لسانه ، والبعد عن الكلمات المحتملة التي قد يُساء فهمها ، لاسيما الألفاظ المتعلقة بالله تعالى أو بأنبيائه أو دينه . كما أن في هذا التعبير ، تجبرا وطغيانا؛ وتفاخرا بالقوة، وهو أمر غير محمود

الجواب

الحمد لله.

قول البعض في خصامهم " بدي أحسب الله ما خلقك "؛ المعنى المتبادر إلى الفهم من هذه العبارة: أحسبك كأنك لا شيء، أو غير موجود، ونحو هذا، ولذلك سوف أفعل فيك ما أريد ، ولن تستطيع التخلص مني أو الرد علي، لأنك كأنك لا شيء .

هذا ما يظهر من استعمال هذه العبارة .

لكن الذي ينبغي للمسلم أن يجتنب هذه العبارة ، لأن معناها الحرفي غير صحيح ، فإنه لا يجوز للمسلم أن يأتي لشيء خلقه الله تعالى ويعتبره لم يخلق ، فإنه لا يصح اعتبار الموجود معدومًا .

والمسلم مأمور بحفظ لسانه ، والبعد عن الكلمات المحتملة التي قد يُساء فهمها ، لاسيما الألفاظ المتعلقة بالله تعالى أو بأنبيائه أو دينه .

على أنه لا ينبغي أن يصل الخلاف بين المسلمين إلى أن يهدد المسلم أخاه بالقتل ، فإن قتل المؤمن من أكبر الكبائر ، وكذلك ترويع المسلم وتخويفه – من غير سبب يبيح ذلك- من الكبائر أيضا .

كما أن في هذا التعبير ، تجبرا وطغيانا؛ وتفاخرا بالقوة، وهو أمر غير محمود، كما يدل على هذا قول الله تعالى:  وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ   لقمان/18.

والمسلمون مأمورون بالتآخي واللين لبعضهم البعض؛ بالقول الحسن، والمعاملة الرحيمة.

قال الله تعالى:  مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ  الفتح/29 .

ودفع الخصم باللين، قال الله تعالى:  ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ   فصلت/34.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب