الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

إمام المسجد يمنعه من التدريس في المسجد فما موقف أهل المسجد؟

317233

تاريخ النشر : 12-01-2020

المشاهدات : 4334

السؤال

هناك أخ يدرس بانتظام في مسجدنا المحلي، الناس في جوارنا يحبونه؛ لأنه يدرّس مع معرفة كبيرة بالسنّة، لكنه أيضًا شديد اللهجة عندما يتعلق الأمر بانتقاد الشر والمخالفات الشائعة في منطقتنا، هذا تسبب أن يكون له أعداء، في الآونة الأخيرة أقنع أعداؤه إمام المسجد بأن الأخ منحرف، وأن ما يعلمه يتنافى مع المذهب المحلي، منذ ذلك الحين منع الإمام الأخ من التدريس في المسجد خوفًا من أنه قد يسبب التباسًا للمسلمين المحليين، واستبدله بشخص آخر لديه معرفة أقل، لكن الأخ تجاهل حظر الإمام له، واستمر في التدريس، يحذرنا الإمام الآن بالإبتعاد عنه؛ لأنه قد يؤثر علينا في الانحراف، لقد تسبب هذا بالتوتر وانقسام الناس. أ) فهل هناك خطيئة على الإمام لمنع الأخ من نشر علمه؟ ب) وهل هناك خطيئة على الأخ لتجاهل حكم الإمام؟ ج) وما الذي يجب أن يفعله مسلمو الحي ؟

الجواب

الحمد لله.

الواجب على المصلين الحرص على الألفة والمحبة، ونبذ ما يؤدي للاختلاف والفرقة.

وطالب العلم المذكور إن كان مستقيما على السنة، فينبغي تمكينه من التدريس في المسجد، مع نصحه بالرفق، واستعمال الحكمة فيما ينكر من المنكرات، وعلى أهل الحي أن يصلحوا بينه وبين إمام المسجد، وأن يعقدوا بينهما مجلسا للحوار، لكشف التهمة وإزالة الشبهة، فإن كان لديه بدعة أو انحراف، فللإمام وجماعة المسجد منعه من التدريس، إنكارا للمنكر، وصيانة للناس عن الباطل.

وإن كان مستقيما على السنة، وإنما الذي ينكره الناس، وينقمونه عليه: قدر زائد من الشدة، يهيج عليه خصومه ومخالفيه: فينبغي للعقلاء الناصحين، ومن هو أكبر منه سنا ، وأكثر تجربة: أن ينصحوه، ويبينوا له، ويدعوه إلى الحكمة والرفق، لا أن يتزيدوا عليه بالتهم الباطلة، ومحاربة دعوته، وتنفير الناس عما معه من الحق والسنة.

فإن أبى الإمام الراتب تمكينه من الدرس، فعلى جماعة المسجد أن يقفوا معه، وأن يحملوا الإمام على القبول.

فإذا كان يترتب على تدريسه مفسدة زائدة، وشحناء وضغينة، وثوران عداوات بين أهل المسجد ، أو أهل المكان الذي هو فيه ؛ فالذي ينبغي له ألا يستمر في التدريس مع منع الإمام الراتب له، حتى يزول الخلاف، ويرضى الإمام بتدريسه، منعا للفتنة والتشويش على الناس.

فإن لم يكن الإمام راتبا أي معينا من قبل الدولة، فليس له سلطة المنع.

وبكل حال فالأمر المؤكد هو السعي لتأليف القلوب، وجمع الكلمة، والتعاون على البر والتقوى، والحرص على نفع الناس بالتعليم وغيره.

وعلى أهل العلم في منطقتكم أن يتدخلوا للإصلاح بينهما ، والوصول إلى الألفة والمحبة وجمع القلوب .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب