الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

يعمل بعيدا عن أهله وزوجته تريد اللحاق به مع حاجة والديه لمن يخدمهما

324361

تاريخ النشر : 29-06-2020

المشاهدات : 6403

السؤال

أنا متزوج، والحمد لله عندي بنت وولد، وأعمل بعيدا عن الأهل بمسافة كبيرة، وطبيعة العمل أن أعمل شهرا وأذهب إلى الأهل بين15 إلى 20 يوما، زوجتي وأولادي أتركهم مع أبي وأمي، مع العلم إن أمي مريضة، ولا تستطيع تلبية طلبات الأب، ولهذا زوجتي هي المتكفلة بهم من حيث تحضير الأكل، وبعض الأعمال الأخرى، المشكلة إن زوجتي لم تعد تصبر على هذ البعد، وتلح علي أن آخذها معي إلى العمل، والاستئجار لها بجانب العمل، مع العلم أن هذا ممكن، وزوجتي بعد ذهابي إلى العمل تبقى بدون خروج من المنزل معظم الوقت، ولهذا تحس بالفراغ، حسب ما أرى لم تعد تطيق هذا الفراغ، وكذلك أولادي يلحون عليا بعدم الذهاب إلى العمل، ولهذا الزوجة تريد مرافقتي إلى العمل، المشكلة أني لم أجد حلا، فكيف يكون مصير والدي بعد أن آخذ معي زوجتي وأولادي، فكرت في طرح فكرة زواج أبي؛ لكي تتمكن زوجته من تلبية طلباته، أما الوالدة فآخذها معي إلى مكان العمل رغم البعد . فهل يجوز لي طلب مثل هذا الطلب، أخاف أن تغضب أمي وأبي أو أحدهما، مع العلم إنهما يعيشان معي في مسكني الخاص؟ احترت في أمري، أرجوكم أرشدوني، لا زوجة، ولا الأولاد يصبرون على البعد وأنا أيضا، ولا أريد أن أغضب الوالدين . جزاكم الله خيرا . ان شاء الله

الجواب

الحمد لله.

أولا:

من حق الزوجة أن تسكن سكنا خاصا بها، لا يشاركها فيه أحد من أقارب الزوج، إلا أن ترضى بذلك.

ولا حرج في سفر الزوج للعمل في مدينة أخرى، لكن ليس له أن يغيب أكثر من ستة أشهر إلا بإذن زوجته.

وينظر: جواب السؤال رقم : (102311) .

ثانيا:

لا يلزم الزوجة خدمة والديك، ولوالدك أن يتزوج من تقوم بخدمته، وإذا تعذر ذلك، فعليك خدمة من لا يستطيع من والديك خدمة نفسه، ولو أن تستأجر من يخدمهما.

قال السفاريني في "غذاء الألباب" (1/ 390): " وَمِنْ حُقُوقِهِمَا : خِدْمَتُهُمَا إذَا احْتَاجَا أَوْ أَحَدُهُمَا إلَى خِدْمَةٍ" انتهى.

وفي "الموسوعة الفقهية" (19/ 39): " أما خدمة الولد لوالده، أو استخدام الأب لولده فجائز بلا خلاف، بل إن ذلك من البر المأمور به شرعا، ويكون واجبا على الولد خدمة أو إخدام والده عند الحاجة" انتهى.

والذي ننصحك به أن تحاول البحث عن عمل في بلدك، أو تنتقل بأهلك ووالديك إلى المدينة الأخرى التي تعمل فيها، فتجتمع لك المصلحتان، وأن تكرم زوجتك وتحسن إليها مقدّرا لها خدمة والديك.

وقد يكون استئجار من يخدم والديك، هو أكثر الحلول عملية، وأقربها إلى الأمكان، وحل مشكلتك، لا سيما في عاجل أمرك.

فإذا تحقق ذلك، ولم يمكنك أن تنتقل بوالديك، إذا انتقلت أسرتك معك، فلا تكتف بتوفير من يخدمهما، فإن هذا لا يغني عن تعهدهما بنفسك بالزيارة، وتفقد أحوالهما.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يلهمك رشدك.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب