الحمد لله.
هذا القول خطأ من قائله؛ لأنه يوهم أن الجو إذا لم يكن جميلا: أنه "غلط" ، وهذا يدخل في سب الزمان ، الذي هو سب لخالقه في الحقيقة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ، يَسُبُّ الدَّهْرَ ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ رواه البخاري (4826)، ومسلم (2246)، وفي رواية لمسلم: لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ .
وفي رواية: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ .
وفي رواية: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا .
قال النووي رحمه الله :"قالوا: هو مجاز ، وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث ، والمصائب النازلة بها ، من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك ، فيقولون: " يا خيبة الدهر " ، ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي : لا تسبوا فاعل النوازل ، فإنكم إذا سببتم فاعلها : وقع السب على الله تعالى ، لأنه هو فاعلها ومنزلها . وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له، بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى .
ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي : فاعل النوازل والحوادث ، وخالق الكائنات، والله أعلم " انتهى من " شرح مسلم " ( 15 / 3 ) .
فسواء كان الجو جميلا أو لا، فلا غلط مطلقا، بل هو فعل الحكيم العليم، سبحانه وتقدس.
وينظر: جواب السؤال رقم : (296855) .
والله أعلم.
تعليق