الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

ما المراد بالمغربين في حديث :" هل رئي فيكم المغربون ؟"

329765

تاريخ النشر : 13-08-2020

المشاهدات : 20925

السؤال

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هَلْ رُئِىَ - أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا - فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ ؟) قُلْتُ وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ قَالَ : (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ) رواه أبو داود، وذكر حديث ابن عباس : ( خير ما تدوايتم ) في " باب الترجل" ، فهل هذا الحديث صحيح ؟

ملخص الجواب

الحديث المروي عن عائشة رضي الله عنها ، قالت قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (هَلْ رُئِىَ - أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا - فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ) قُلْتُ وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ . قَالَ : (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ ). حديث ضعيف لا يثبت ، فيه أكثر من علة.

الحمد لله.

درجة حديث : هل رئي فيكم المغربون 

الحديث المسئول عنه أخرجه أبو داود في "سننه" (5107) ، من طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، عن أبيه ، عن أم حميد ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-  هَلْ رُئِىَ - أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا - فِيكُمُ الْمُغَرِّبُونَ  قُلْتُ وَمَا الْمُغَرِّبُونَ ؟ . قَالَ :  الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ  .

والحديث ضعيف لا يثبت ، فيه أكثر من علة .

فيه أم حميد ، مجهولة لا يعرف حالها ، وقد ضعفه المنذري في "مختصر السنن" (3/409) لأجلها ، فقال :" أم حميد -هذه- لم تنسب، ولم يعرف لها اسم " انتهى .

قال ابن حجر في "تقريب التهذيب" (8726) :" لا يعرف حالها " انتهى .

وفيه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، ثقة إمام ، إلا أنه مشهور بالتدليس عن الضعفاء ، وقد عنعن .

ذكره ابن حجر في "طبقات المدلسين" (83) فقال :" مشهور بالعلم والثبت كثير الحديث ، وصفه النسائي وغيره بالتدليس ، قال الدارقطني : شر التدليس تدليس ابن جريج ، فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح " انتهى .

وأبوه عبد العزيز بن جريج ، ضعيف الحديث ، قال فيه البخاري :" لا يتابع على حديثه " . كذا من "التاريخ الكبير" (1564) ، ولينه الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب" (4087) .

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في تخريج "مشكاة المصابيح" (4564) .

معنى الحديث وشرح عبارة (الَّذِينَ يَشْتَرِكُ فِيهِمُ الْجِنُّ ).

وأما معنى الحديث : فهو مشاركة الجن للإنسان في ولده ، وهذا يحتمل عدة معان :

الأول : أن يترك الإنسان ذكر الله عند جماعه امرأته ، فيشاركه الجني في ذلك .

الثاني : أن يفتن الشيطان الإنسان ، فيأمره بالزنى .

الثالث : أن يلقي الشيطان إلى الكهان من الأخبار ما يفتن به الناس .

قال ابن الأثير في "النهاية" (3/657) :" الحديث [ إنّ فيكم مُغَرِّبين قيل : وما المُغَرِّبون ؟ قال : الذين تَشْرَك فيهم الْجِنُّ ] : سُمُّوا مُغَرِّبين لأنه دَخل فيهم عِرْقٌ غريب ، أو جاءوا من نَسَب بَعيد . وقيل : أرادَ بُمشَارَكة الجِنّ فيهم أمْرَهم : إياهم بالزنا ، وتَحْسِينَه لهم ، فجاء أولادُهم من غيرِ رِشْدَةٍ " انتهى .

وقال الطيبي في "شرح المشكاة" (9/2973) :" و( المغرِّبون ) بتشديد الراء وكسرها : المبعِدون عن ذكر الله تعالى عند الوقاع ، حتى شارك فيهم الشيطان. وقيل: سموا مغربين ؛ لأنه دخل فيهم عرق غريب ، أو جاء من نسب بعيد .

وقيل: أراد بمشاركة الجن فيهم أمرهم إياهم بالزنا ، وتحسينه لهم ، فجاء أولادهم من غير رِشْدة . ومنه قوله تعالى: وشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ والأَوْلادِ .

قيل: ويحتمل أن يراد به من كان له قرين من الجن يلقي إليه الأخبار وأصناف الكهانة ". انتهى .

والحديث ضعيف كما قدمنا .

وللاستزادة حول بعض آداب الجماع مما تكون حصنا بين العبد والشيطان الرجيم يمكن مراجعة هذه الأجوبة (5560) ، (21946)، (135477) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب