الحمد لله.
أولاً :
مسألة "حكم تارك الصلاة كسلا وتهاوناً" من أشهر المسائل الخلافية بين العلماء ، ولهم فيها قولان مشهوران :
أحدهما : أنه مسلم فاسق عاص ، وهو قول جمهور الفقهاء .
وبناء على هذا القول : فإن تارك الصلاة يعامل معاملة المسلم الفاسق ، في معاملاته كلها .
والقول الثاني : أنه كافر كفرا أكبر .
وقد سبق بيان هذه المسألة وبحثها في أكثر من جواب في الموقع ، واستعراض أدلتها ، وترجيح القول بكفره .
ومع ذلك ، فهي من مسائل الخلاف المعتبر بين العلماء ، ولا تثريب على من ترجح عنده أي من هذين القولين ، ما دام مجتهدا ، إن كان من أهل الاجتهاد ، أو مقلدا تقليدا سائغا له .
وينظر أيضا للفائدة: جواب السؤال رقم : (285977)
ثانياً:
الذي نراه أنك لا تسعين في تزويج أخيك ، ولا تكونين طرفا في مثل ذلك ؛ بمعنى أنك لا تدلينه بنفسك على فتاة تقبل الزواج به ، ولا تدلين فتاة تثق فيك عليه ؛ فإن أمره دائر بين الكفر المخرج من الملة ، وبين الفسق الغليظ ، لأجل تركه للصلاة ، وما ذكرته مع ذلك من أخلاق، وأعمال.
وإذا قدر أن أخاك لم يكن تاركا للصلاة بالكلية ، فإن السعي في خطبة من كان بهذه الأخلاق، وتلك الحال: ينبغي أن ينظر فيه إلى صلاحه ، وصلاح أمره ، وصلاحه لمن تخطبينها له ، فإن كانت عارفة بحاله ، فنعم ؛ وإلا فلا يجوز أن تغري به من لا تعرف حاله ، وربما قبلت خطبته ، لأجل أخواته وتدينهن ، واستقامة أسرته، وسترها .
وأما أن يختار هو من صويحباته من تلائمه ، وترضى بحاله ، ثم تحضر الأسرة – شرفيا – كما هو شأن البيوتات في زواج أبنائهن : فالأمر في ذلك أسهل ، وإن كان يرجى من ذلك استقامة لحاله ، وصلاح لأمره ، أو كف لشره : فيتأكد حضوركن ، ومساعدتكن له في ذلك .
وإن أمكن أن تلاطفيه في النصيحة والموعظة ، كأن تذكري له جوانب خير، فلو أكملها بصلاته ، لو أمكلها بكذا ... ، ولو فعلت ، لسعيت في تزويجك ، ومثلك ترغب فيه الكثيرات ، ونحو ذلك من الكلام ، فهو حسن.
وعلى كل حال؛ فينبغي أن تستمري في نصح إخوانك بالحكمة والموعظة الحسنة، لعل الله أن يهديهم ويصلح حالهم.
والله أعلم.
تعليق