الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

حديث؛ أن الصلاة تكون عند رأس المؤمن في قبره

332090

تاريخ النشر : 24-06-2020

المشاهدات : 46798

السؤال

ما درجة صحّة الحديث التالي؟ ( فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا؛ كَانَتِ الصَّلَاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَتِ الزَّكَاةُ عَنْ شِمَالِهِ .. ) .

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (3 / 567 - 568)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7 / 232 - 234) عن مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفا عليه.

وقد ورد هذا المعنى مرفوعا؛ عند ابن حبان "الإحسان" (3113)، والطبراني في "المعجم الأوسط (3 / 105 - 107)، والحاكم في "المستدرك" (1 / 379 - 381) وغيرهم؛ بأسانيدهم عن مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا، كَانَتِ الصَّلَاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَتِ الزَّكَاةُ عَنْ شِمَالِهِ، وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَتَقُولُ الصَّلَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ، فَيَقُولُ الصِّيَامُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ، فَتَقُولُ الزَّكَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَتَقُولُ فَعَلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، فَيُقَالُ لَهُ: اجْلِسْ فَيَجْلِسُ...   الحديث.

وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

لكن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي:

" قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: ليس به بأس " انتهى من "الكاشف" للذهبي (2 / 207).

ولخّص حاله الحافظ ابن حجر بقوله:

" صدوق له أوهام " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 499).

وتعقبه مؤلفو "تحرير تقريب التهذيب"، فقالوا:

" بل: صدوق حسن الحديث، كما قال الذهبيّ، فقد وَثَّقه النسائيّ، وابن معين في أكثر الروايات، وقال يحيى بن سعيد القطان: صالح ليس بأحفظ الناس للحديث، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، يُكتب حديثه، وهو شيخ. وقال ابن عديّ: له حديث صالح، وقد حدث عنه جماعة من الثقات ... وأرجو أنه لا بأس به... " انتهى من "تحرير تقريب التهذيب" (3 / 299).

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" لكن المتقرر فيه أنه حسن الحديث، وهو ـ أعنى الهيثمى ـ وكذلك الحافظ العسقلانى وغيرهم من الحفاظ النقاد جروا على تحسين حديثه، وقد صرح بنحو ذلك الذهبى كما رأيت، فلا مندوحة من القول بحسن هذا الحديث. والله أعلم " انتهى من  "إرواء الغليل" (2 / 96).

فلذا مال جماعة من أهل العلم إلى أن هذا الإسناد لا يصل حدّ الصحة، وإنما هو حسن فقط، كما نص الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3 / 52)، والشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (3 / 403)، ومحققو "الإحسان"، ومحققو "مصنف ابن أبي شيبة".

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب