الحمد لله.
أولا : لا يجوز للولي أن يمنع زواج الفتاة بمن هو كفء لها ورضيت به
إذا تقدم للفتاة من هو كفء لها وكانت راضية به ، فلا يجوز للولي أن يمنع زواجها منه ، فإن الله تعالى خاطب الأولياء بقوله : فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ البقرة/232 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"من فوائد الآية : تحريم منع الولي موليته أن تنكح من رضيته؛ لقوله تعالى: فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف " انتهى من تفسير سورة البقرة .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ، إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ ؟ قَالَ : إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ رواه الترمذي ، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" ( 866 ) .
وينظر جواب السؤال رقم : (12630) .
ثانيا : النصيحة عدم مخالفة الوالد في أمر الزواج حتى لا يحصل بسببها قطيعة
مع كون ما فعله والدك غير جائز ، إلا أننا ننصحك بعدم مخالفته ، فإنك لا يمكنك الاستغناء عن والدك مهما كان .
ومثل هذه المشكلة متكررة ، وواقع الناس يقول : إن الأب – مع خطئه- يرى أن ابنته أو ابنه الذي تزوج بدون رضاه قد أرغمه على أمر لا يريده ، فتستمر القطيعة بينهما إلى سنوات طويلة ، وقد تمتد مدى الحياة .
فدفعًا لهذه المفسدة ، ننصحك بعدم مخالفة والدك ، حتى لا تحصل القطيعة بينكما .
ولعل الله تعالى أن يلين قلبه ، واستعيني على ذلك بدعاء الله تعالى ، وبالعقلاء من أهلك ممن لهم تأثير عليه .
ولعل الله أن يبدلك الله تعالى خيرا مما فاتك جزاء لك على برك بوالدك ، وحرصك على مودته وعدم إغضابه .
نسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك وييسر لك الخير حيث كنت .
والله أعلم .
تعليق