الحمد لله.
أولًا :
اختلف السلف في المائدة : هل أنزلها الله تعالى على أصحاب عيسى عليه السلام ، أم إنهم خافوا لما قال الله تعالى لنبيه عيسى: فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ فلم ينزلها عليهم؟
فقال مجاهد والحسن: لم ينزلها عليهم.
وجمهور السلف على أن الله تعالى أنزلها عليهم؛ لقوله عز وجل : إِنِّي مُنزلُهَا عَلَيْكُمْ ؛ ووعد الله حق لا يتخلف.
وهذا هو الذي نصره إمام المفسرين: ابن جرير الطبري، رحمه الله، وجزم به جماعات من المحققين، منهم: ابن الجوزي والسمعاني وأبو جعفر النحاس وابن جزي والقرطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير وابن عاشور والشوكاني وغيرهم.
وينظر في تفصيل ذلك ، الجواب رقم: (137241).
ثانيًا :
وقد ذكر جمع من أهل العلم أن الذين نزلت عليهم المائدة، كفر منهم جماعة بعد ما رأوا الآية التي أنزلها الله.
وقيل: إن من كفر منهم، مسخوا قردة وخنازير.
قال "البغوي" : "فجحد القوم وكفروا بعد نزول المائدة، فمسخوا قردة وخنازير.
قال عبد الله بن عمر : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة: المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة ، وآل فرعون " انتهى.
وقال "ابن عطية" في "تفسيره" (2/262): " الجمهور على أنها نزلت ، وكفرت جماعة منهم، فمسخهم الله خنازير. قاله قتادة وغيره".
وينظر أيضا: "تفسير الطبري" (9/131).
وينظر للمزيد من الفائدة، جواب السؤال: (181943).
على أن العجب من أن يشتد الجدال بينك وبين صاحبك في أمر كهذا ؛ ليس في مجرد العلم به منفعة في دين ولا دنيا، ولا في الجهل به شيء من المضرة. وأيا ما كان الواقع من القولين؛ فـ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ البقرة/134 ؛ وإنما على البعد الناصح لنفسه: أن يسأل عما ينفعه في دينه، وما يترتب عليه عمل ليعمل به، وما فيه مرضاة لرب العالمين، فيسعى إليها .
والله أعلم.
تعليق