الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

هل صحّ حديث (انا في روضتي حي أسمع كل من صلي علي)؟

348952

تاريخ النشر : 03-09-2021

المشاهدات : 48580

السؤال

هل الحديث صحيح عن النبي أم لان يقول الرسول ﷺ "أنا في روضتي حي، أسمع كل من صلي علي"؟

الحمد لله.

درجة حديث "أنا في روضتي حي، أسمع كل من صلي علي"

هذا الخبر لم نقف عليه في شيء من دواوين السنة.

والذي ثبت هو أن النبي صلى الله عليه وسلم في قبره، وأن المسلم إذا سلّم وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بلغه ذلك، ورد عليه صلى الله عليه وسلم السلام.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ رواه أبو داود (2041)، وجوّد إسناده العراقي في "تخريج الإحياء" (2 / 764)، وحسنه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (5 / 338).

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

"ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا في قبري حي طري، من سلم علي سلمت عليه)...

الحديث المذكور لا أصل له بهذا اللفظ، كما أن لفظة "طري" لا وجود لها في شيء من كتب السنة إطلاقا. ولكن معناه قد ورد في عدة أحاديث صحيحة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ - يَقُولُونَ: بَلِيتَ -؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ)، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:(الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ) وقوله: (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ) " انتهى من "التوسل" (ص 58 – 59).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

"والأحاديث عنه بأن صلاتنا وسلامنا تعرض عليه كثيرة." انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2 / 173).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أيضا، بعد ذكر طائفة من الروايات في الباب:

"فهذه النصوص التي ذكرناها تدل على أنه يسمع سلام القريب، ويبلَّغ سلام البعيد وصلاته، لا أنه يسمع ذلك من المصلي والمسلم، وإذا لم يسمع الصلاة والسلام من البعيد إلا بواسطة، فإنه لا يسمع دعاء الغائب واستغاثته بطريق الأولى والأحرى. والنص إنما يدل على أن الملائكة تبلغه الصلاة والسلام، ولم يدل على أنه يبلغه غير ذلك، والحديث الذي فيه ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام، فهم العلماء منه السلام عند قبره خاصة، فلا يدل على البعيد، فإن السنة إذا زار الرجل القبور مطلقا أن يسلم عليهم ويدعو لهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلى أهل البقيع يسلم عليهم." انتهى من " الرد على البكري" (1/107). 

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (148285) ورقم (21524).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب