الخميس 18 جمادى الآخرة 1446 - 19 ديسمبر 2024
العربية

هل المساجد لا تنهدم عند قيام الساعة؟

354879

تاريخ النشر : 12-09-2022

المشاهدات : 3580

السؤال

هل صحيح أنّ المساجد لن تهدم عند حدوث القيامة والناس الذين ساهموا في بنائها سيذهبون إلى الجنة ويدخلون إلى تلك المساجد؟

الجواب

الحمد لله.

لم نقف على ما يدل أن المساجد لا تنهدم عند قيام الساعة.

بل الثابت أن كل شيء على وجه الأرض يفنى عند قيام الساعة، ولا يبقى على وجه الأرض معلم.

عن سَهْل بْن سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ، كَقُرْصَةِ النَقِيٍّ )، قَالَ سَهْلٌ أَوْ غَيْرُهُ: " لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لِأَحَدٍ " رواه البخاري (6521) ومسلم (2790).

قال القاضي عياض رحمه الله تعالى:

" وقوله: " ليس فيها علم لأحد ": أى علامة سكنى أو بناء أو أثر " انتهى. "اكمال المعلم" (8 / 322).

كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الكعبة نفسها ، وهي خير المساجد سوف تهدم قبل قيام الساعة . رواه البخاري (1595) .

أما باني المسجد مخلصًا لله تعالى فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وعده ببيت في الجنة .

عن عُثْمَان بْن عَفَّان، قال: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا - قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ - بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الجَنَّةِ ) رواه البخاري (450) ومسلم (533).

والمماثلة لا تعني أنه يكون هذا البناء في الجنة مسجدا.

قال ابن رجب رحمه الله تعالى:

" وأما قوله: (مِثْلَهُ)، فليس المراد أنه على قدره، ولا على صفته في بنيانه، ولكن المراد - والله أعلم - أنه يوسع بنيانه بحسب توسعته، ويحكم بنيانه بحسب إحكامه، لا من جهة الزخرفة، ويكمل انتفاعه بما يبنى له في الجنة بحسب كمال انتفاع الناس بما بناه لهم في الدنيا، ويشرف على سائر بنيان الجنة كما تشرف المساجد في الدنيا على سائر البنيان... " انتهى. "فتح الباري" (3 / 320 – 321).

بل لو قدر أن هذا البناء الذي له في الجنة: هو مسجد مثل المسجد الذي بناه في الدنيا، فإن هذا أيضا دليل على أن مسجد الدنيا: لا يبقى بنفسه، ولا ينقل إلى هناك، وإنما يكون له مسجد آخر، ولكنه مثله !!

وعلى كل حال، فهذا أمر واضح مشهور، وليس في الآخرة، ولا في الجنة مما يكون في هذه الدنيا من المتاع والبنيان : شيء .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب