الحمد لله.
لا يلزمك إسكان أختك معك، فإن فعلت هذا تبرعا، فهو بر وإحسان تؤجر عليه.
والواجب على طليق أختك أن يمكنها من رؤية أولادهما، فيختاران وقتا ومكانا لذلك، ولا يلزمك استقبال الأولاد في بيتك، وعلى والدهما أن يتفهم ذلك، وأن يدرك أنه لا وجه لإلزامك بذلك.
فإن سمحت بمجيئهم في يوم معين، لزمه التقيد بهذا اليوم، فهذا حقك، ولا يحل الاعتداء عليه، ولا الدخول إلى بيتك دون إذنك.
قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ النور/27، 28
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (6/ 36): "هَذِهِ آدَابٌ شَرْعِيَّةٌ، أَدَّبَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ، وَذَلِكَ فِي الِاسْتِئْذَانِ: أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَلَّا يَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِهِمْ حَتَّى يَسْتَأْنِسُوا، أَيْ: يَسْتَأْذِنُوا قَبْلَ الدُّخُولِ، وَيُسَلِّمُوا بَعْدَهُ. وَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَأْذِنَ ثَلَاثًا، فَإِنْ أُذِنَ لَهُ، وَإِلَّا انْصَرَفَ" انتهى.
وقال صلى الله عليه وسلم: لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ رواه أحمد (20172) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1459).
ويدخل في المال المحترم، الذي لا يحل الانتفاع به إلا بإذن من صاحبه، وطيب نفسه منه : الانتفاع ببيته؛ بل بيت الإنسان من أخص خصوصياته، وأولاها بالصيانة والاحترام، ورعاية إذنه فيها.
والله أعلم.
تعليق