السبت 18 شوّال 1445 - 27 ابريل 2024
العربية

ما حكم رسم دوائر تشبه الماندالا؟

356336

تاريخ النشر : 24-06-2023

المشاهدات : 3342

السؤال

قرأت فتواكم عن حكم فن المندالا، واعتزلته مع حبي العظيم له، وشغفي به، والآن أتساءل عن فن الزخرفة الإسلامي، فإنك إن ألقيت عليه نظرة وجدت كثيراً من الزخارف الدائرية التي تماثل المندالا في البناء الأساسي، وهو: دائرة تتكرر فيها الأشكال من المركز إلى الخارج، بالطبع مع خلو الزخارف الإسلامية من أي رموز ذات صلة بالبوذية، الآن احترت؛ لأنني يمكن أن أرسم هذه الدوائر، وأسميها زخارفا إسلامية، وليس مندالا، ولن يقول لي أحد شيئا، لكنني أعرف أن تغيير المسميات لا يجعل الحرام حلالاً، لكن حقيقة هذه الدوائرة منتشرة في الفن الإسلامي، حتى في لوحات تحوي آيات في وسطها، ثم زخارف متكررة بشكل دائري. سؤالي هو: هل يجوز أن أرجع لرسم الدوائر وزخرفتها، باعتبارها زخارف إسلامية، وليس لها علاقة بالبوذيين، إنما أريد أن أرسم فقط؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

تقدم في جواب السؤال رقم: (288187) تحريم رسم الماندالا وبيان ارتباطه بعقائد وثنية.

ثانيا:

لا حرج في رسم الأشكال الهندسية كالدوائر والمربعات ونحوها.

ولا يمنع من ذلك إلا في أحوال:

الأولى: أن يرسم ما هو شعار للكفار، أو مرتبط بعقيدة فاسدة؛ كالماندالا.

الثانية: أن يقصد الراسم التشبه بالكفار، أو بأعمالهم الخاصة بهم، أو الدالة عليهم؛ ولو رسم رسما بعيدا عن رسوماتهم.

الثالثة: أن تدل القرائن على أن الراسم أراد رسم ما يعظمه الكفار.

فإذا خلا الأمر من ذلك، فلا حرج فيه، وهو منشتر في رسومات المسلمين وزخارفهم عبر قرون.

وقريب من هذا ما ذكره أهل العلم في الرسومات التي تشبيه الصليب.

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "مررت بأحد المباني في إحدى مدننا، وكان هذا المبنى النوافذ فيه على شكل صلبان -كل النوافذ- وهو مكون من عشرة طوابق، وهي مشابهة تماماً لما يصممه الغربيون في منازلهم؟

فأجاب: والله يا أخي! هذه تحتاج إلى مشاهدة العمارة، وليس كل ما جاء على شكل الصليب يكون صليباً، وإلا لقلنا: علامة زائد حرام، وقلنا: الغرب الذي كان الناس يستقون به حروثهم حرام؛ لأنه معروف خشبتين معترضتين.

الصليب له شكل معين، وله قرائن تدل على أنه صليب. " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (199/27).

وعليه؛ فيمكنكِ أن ترسمي ما شئت من الأشكال الزخرفية؛ من غير قصد رسم الماندالا، ولا قصد التشبه بأهلها.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (121170).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب