الأربعاء 24 جمادى الآخرة 1446 - 25 ديسمبر 2024
العربية

حكم الإيداع في البنك الربوي للحصول على شهادة مالية ليتمكن من الدراسة في الخارج

371147

تاريخ النشر : 03-03-2022

المشاهدات : 2411

السؤال

لأغراض الدراسة في الخارج أحتاج إلى بيانات مالية مثل الودائع الثابتة، يمكنني دفع المال في الفصل الدراسي، لكن لن ألجأ للحصول على الودائع الثابتة بسبب الربا، فهناك خيار حيث يمكنني فتح ودائع ثابتة لفترة معيّنة من الوقت، ولن أحصل على أيّة مكسب أو فائدة، وعندما أريد إغلاقها لن يعطوني أيّة أموال إضافية، لكنّهم سيفرضون عليّ رسومًا من ذلك المال، فهل هذا جائز؟ وهل لا تزال تتعامل مع الربا؟

الجواب

الحمد لله.

الذي فهم من سؤالك أنك تريد إثبات وجود رصيد مالي لديك، لتتمكن من الدراسة في الخارج.

فإذا كان الأمر كذلك؛ فلا حرج عليك في أن تضع المال في الحساب الجاري لدى بنك ربوي، إن لم يوجد بنك إسلامي، والحساب الجاري لا تترتب عليه فائدة، بل يدفع العميل عليه أجرة سنوية، لكن لما كان البنك يستفيد من الأموال المودعة لديه، ويتداولها في معاملاته الربوية؛ كان في الإيداع فيه إعانة له؛ لهذا اشترطنا عدم وجود بنك إسلامي.

جاء في قرار مجمع الفقه برابطة العالم الإسلامي المنعقد مكة المكرمة سنة 1406 هـ ما يلي:

" ثالثا: يحرم على كل مسلم يتيسر له التعامل مع مصرف إسلامي، أن يتعامل مع المصارف الربوية في الداخل أو الخارج؛ إذ لا عذر له في التعامل معها مع وجود البديل الإسلامي، ويجب عليه أن يستعيض عن الخبيث بالطيب، ويستغني بالحلال عن الحرام ". نقلا عن "حكم ودائع البنوك" للدكتور علي السالوس ص 136

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (13/346): " لا يجوز إيداع النقود ونحوها في البنوك الربوية ونحوها من المصارف والمؤسسات الربوية، سواء كان إيداعها بفوائد أو بدون فوائد؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، إلا إذا خيف عليها من الضياع، بسرقة أو غصب أو نحوهما، ولم يجد طريقا لحفظها إلا إيداعها في بنوك ربوية مثلا، فيرخص له في إيداعها في البنوك ونحوها من المصارف الربوية بدون فوائد محافظة عليها؛ لما في ذلك من ارتكاب أخف المحظورين " انتهى.

فابحث عن بنك إسلامي، فإن لم تجد، فلا حرج أن تودع مالك في الحساب الجاري في بنك ربوي، لتحصل على إفادة تمكنك من الدراسة؛ فإذا قضيت حاجتك، وتحقق غرضك: فاسحب وديعتك، وأغلق حسابك في البنك الربوي.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب