الحمد لله.
هذه المقولة لا تصح نسبتها إلى علي رضي الله عنه، بل لم ترد عنه بإسناد صحيح ، ولا ضعيف، ولا حتى موضوع!!
ومن المعلوم والمعقول أنه بسبب انتشار الكذب والخطأ بين الناس فإنه لا يصح أن تنسب رواية إلى أحد إلا ببيّنة تثبت صحة النسبة، وهذه البينة هي: السند الصحيح.
كما قال ابْنِ سِيرِينَ: " لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الْإِسْنَادِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، قَالُوا: سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ، فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ، وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ" رواه مسلم في "مقدمة صحيحه" (1/15).
قال العلائي رحمه الله تعالى:
" وقول ابن سيرين: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم".
قلت: لأن المبتدعة كذبت أحاديث كثير تشيد بها بدعتها، قال ابن عباس رضي الله عنه -لما بلغه ما وضعه الرافضة من أهل الكوفة على علي رضي الله عنه-: " قاتلهم الله أي علم أفسدوا". رواه مسلم في مقدمة صحيحه أيضا.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: كان ابن سيرين، وعروة بن الزبير، وطاووس، وإبراهيم النخعي، وغير واحد من التابعين؛ يذهبون إلى أن لا يقبلوا الحديث إلا عن ثقة يعرف ما يروي، ويحفظ، وما رأيت أحدا من أهل الحديث يخالف هذا المذهب " انتهى من"جامع التحصيل" (ص 69 – 70).
فالحاصل أنه لإثبات صحة نسبة قول إلى صحابي لا بد أن يكون قد ورد بإسناد يجمع شروط الصحة.
قال ابن الملقن رحمه الله تعالى:
" فالصحيح المجمع عليه:
ما اتصل إسناده بالعدول الضابطين، من غير شذوذ ولا علة " انتهى من"المقنع" (1/42).
وهذه المقولة المنسوبة إلى علي رضي الله عنها لا يعرف لها إسناد.
بل لم ترد عنه في مصدر يعتني بأقواله، ولو من غير إسناد!!
وما كان لها أن ترد في كتاب سابق معلوم، فلست هذه المقالة مما تشبه الزمان المتقدم، ولا لسانه ولا بيانه ، بل لا تبلغ بعد ذلك الزمان، ولا بأزمان طويلة. وإنما هي من "موضوعات الإنترنت" التي لا تخفى على عاقل.
والله أعلم.
تعليق