الحمد لله.
هذا الحديث ورد ضمن خبر طويل؛ رواه الإمام أحمد في "المسند" (32 /190-191) والحاكم في "المستدرك" (4/81)، وغيرهما: عن صَفْوَان بْن عَمْرٍو، ومعاوية بن صالح، كلاهما: عن شُرَيْح بْن عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ؛ قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ نَجْرَانُ، وَبَنُو تَغْلِبَ، وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ .
ورواته ثقات، وقد نص على صحته جمع من أهل الحديث، قال الحاكم عقبه: " هذا حديث غريب المتن، صحيح الإسناد "، وقال الذهبي في "تلخيصه": "صحيح غريب".
وقال العراقي رحمه الله تعالى:
" هذا حديث حسن، أخرجه أحمد متصلا ومرسلا " انتهى من"محجة القرب" (1/305).
وقال الهيثمي رحمه الله تعالى:
" رواه أحمد متصلا ومرسلا، والطبراني وسمى الساقط بسر بن عبيد الله، ورجال الجميع ثقات "انتهى من "مجمع الزوائد"(10/43).
وصححه محققو المسند، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في "السلسلة الصحيحة" (6/ 207).
ولم نقف على من تكلم عن وجه الحديث، وبين فقهه والمراد به.
غير أن الأصل الثابت المحكم :
أن من عمل صالحا مخلصا ، من أي شعب أو قبيلة ؛ كان فهو رجل خير وترجى له الجنة.
قال الله تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًاالنساء/124.
وقال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ النحل/97.
وقال الله تعالى: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى آل عمران /195.
وقال الله تعالى:يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ الحجرات/13.
ومن عمل شرا فهو محاسب به، ولا ينفعه نسبه مهما شرف.
عَنِ أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: "قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ )، قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا رواه البخاري(4771)، ومسلم(206).
والله أعلم.
تعليق