الخميس 18 جمادى الآخرة 1446 - 19 ديسمبر 2024
العربية

تريد فتح قناة لنشر الأغاني والأناشيد بلا موسيقى

380933

تاريخ النشر : 17-08-2022

المشاهدات : 24606

السؤال

أريد أن أفتح قناة على اليوتيوب، وأنشر فيها بعض الأغاني، بدون موسيقى، وبدون كلام بذيء، وأسألكم إن نشرت أغنية قمت بتنقيحها، وجعلها خالية مما حرم؛ لكي أجعل الناس تستمتع بما تحب من الأغاني بخلو ما نهينا عنه، وأتى شخص وبحث عن كلمات الأغنية التي استمع إليها في قناتي ووجدها بموسيقى واستمع إليها، فهل أحمل ذنبا أم لا؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

لا حرج في سماع الأغاني أو الأناشيد الخالية من الموسيقى والكلام المحرم، إذا كانت من رجل، أو كانت من امرأة لنساء؛ لأن الشعر كلام، فحسن حسن، وقبيحه قبيح.

ويحرم سماع الموسيقى، ولا يباح من المعازف إلا الدف.

ويحرم غناء امرأة لرجال، ولو بلا موسيقى.

ويجوز للمرأة سماع غناء الرجل إذا انتفت الفتنة.

وينظر: جواب السؤال رقم:(107572)، ورقم:(103439)، ورقم:(99176). 

ثانيا:

لا ينبغي الإكثار من سماع الأناشيد المباحة، فإنها تزاحم القرآن في قلب العبد، وتأخذ من وقته ما هو أولى بالانتفاع به.

ولا ينبغي أن تفتحي قناة لنشر هذه الأناشيد، بل احرصي على نشر ما يكون في ميزان حسناتك، كالقرآن والحديث والدروس والمواعظ النافعة، واحذري أن يضيع وقتك في اللهو والمباح، وقد روى الترمذي (2417) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟ وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ... أما إذا كانت أناشيد حماسية على غير الوجه الذي قلت لك: فليس بها بأس , لكن خير من ذلك أن يستمع إلى القرآن , أو يستمع إلى محاضرة جيدة مفيدة , أو يستمع إلى درس من دروس العلماء، هذا أفضل , يستفيد فائدة دينية، وفائدة أخرى أنه يسهل الطريق على الإنسان؛ لأن الإنسان ربما يسافر مثلاً من مكة إلى المدينة فيحتاج إلى أشياء توقظه" انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (111/14).

ولا  يخفى ما في اشتغالك بذلك من ضياع لوقتك وجهدك وهمتك فيما ليس فيه كبير فائدة ، سوى الترويح والتسلية، وهي مبذولة متاحة ، لكل من طلبها بغير جهد منك ، ولا اشتغال بذلك.

فما حاجتك إلى أن يكون ذلك هو غاية جهدك، وعملك؟

أفلا جعلت قناتك، إن كنت تريدين ذلك، في نشر علم نافع، أو حث على عمل صالح؟

ثم إنك، حتى تتمكني من انتقاء المفيد، الخالي من الموسيقى والمخالفات، سوف تضطرين إلى سماع الكثير، من الغث والسمين، حتى تتمكني من انتقاء ما لا ضرر فيه ، ولا مفسدة ؟

فانظري فيم تنقين ذلك الوقت والجهد ، وفيما يعلق بقلبك ونفسك مما تسمعين، بل ما تميلين إليه من ذلك، وتحبين سماعه، والنفس والهوى يسولان لك العذر والحيلة : أنت تستمعين، حتى تتمكني من اختيار المفيد النافع؟

هداك، لا تسمعي، ولا تتخيري!!

ثم ما يخشى أن يكون في ذلك دلالة لغيرك على هذه الأغاني فيذهب، فيطلب سماعها بالموسيقى!!

فاشغلي نفسك يا أمة الله بما ينفعك من العلم النافع، والعمل الصالح، واجتهدي في شغل وقتك بحفظ القرآن الكريم، ومعرفة معانيه، والتفقه فيه، والقراءة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة معانيه وأحكامه.

ومتى ما طلبت نفسك شيئا من ذلك النشيد المباح، في بعض الأحيان، سوف تجدينه، وسوف يجده غيرك، من غير أن تضيعي أنت عمرك، وجهدك فيه.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب