الخميس 13 جمادى الأولى 1446 - 14 نوفمبر 2024
العربية

ما صحة خبر: ( رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حين لعن وحين أهبط وحين بعث محمد... ).

383168

تاريخ النشر : 30-10-2022

المشاهدات : 12531

السؤال

ما صحة خبر خْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: "رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حِينَ لُعِنَ، وَحِينَ أُهْبِطَ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبُعِثَ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَحِينَ أُنْزِلَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يُقَالُ الرَّنَّةُ وَالنَّخِرَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ رَنَّ أَوْ نَخَرَ"؟

ملخص الجواب

خبر "رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حِينَ لُعِنَ، وَحِينَ أُهْبِطَ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبُعِثَ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَحِينَ أُنْزِلَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يُقَالُ الرَّنَّةُ وَالنَّخِرَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ رَنَّ أَوْ نَخَرَ". خبر غيبي، وليس له إسناد ثابت متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ثابت من قول مجاهد رحمه الله تعالى. كما هو موضح في الجواب المطول فلينظر للأهمية

الجواب

الحمد لله.

روى أبو الشيخ في "العظمة" (5 / 1679)، وأبو نعيم الاصبهاني في "الحلية" (3 / 299) عن أَبي الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: "رَنَّ إِبْلِيسُ أَرْبَعًا حِينَ لُعِنَ، وَحِينَ أُهْبِطَ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبُعِثَ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وَحِينَ أُنْزِلَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يُقَالُ الرَّنَّةُ وَالنَّخِرَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ رَنَّ أَوْ نَخَرَ".

وهذا إسناد رجاله ثقات إلى مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى.

ورواه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (ص 82)، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعلى بْنُ أَسَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) شَقَّ عَلَى إِبْلِيسَ مَشَقَّةً عَظِيمَةً شَدِيدَةً، وَرَنَّ رَنَّةً شَدِيدَةً، وَنَخَرَ نَخْرَةً شَدِيدَةً "، قَالَ مُجَاهِدٌ: " فَمَنْ رَنَّ أَوْ نَخَرَ فَهُوَ مَلْعُونٌ".

وقال في (ص 82 - 83): أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنُ عَيَّاشٍ - عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: "لَمَّا أنزلَتْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ رَنَّ إِبْلِيسُ كَرَنَّتِهِ يَوْمَ لُعِنَ".

لكن يحتمل جدا أن يكون عبد العزيز قد أخذه من مجاهد فهو معدود في الرواة عنه.

وهذا خبر لا يعلم إلا بوحي وبإخبار من النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون بهذا خبرا منقطعا؛ لأننا لا نعلم عمن أخذه مجاهد، فهو لم يذكر إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/100)، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: أخبرنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: أخبرنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: "أَنَّ إِبْلِيسَ رَنَّ حِينَ أُنْزِلَتْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَأُنْزِلَتْ بِالْمَدِينَةِ".

ثم قال الطبراني:

"لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورٍ إِلَّا أَبُو الْأَحْوَصِ، تَفَرَّدَ بِهِ: أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ" انتهى.

وهذا إسناد رواته ثقات؛ إلا أن سماع مجاهد من أبي هريرة مختلف فيه.

وأبو بكر بن أبي شيبة خالف جماعة الرواة الذين جعلوا هذا الخبر من قول مجاهد.

ولذا قال ابن رجب رحمه الله تعالى بعد ذكره لهذه الرواية:

" والمعروفُ هذا عن مجاهد من قوله " انتهى من "تفسير ابن رجب" لطارق عوض (2/614).

فالحاصل؛ أن هذا خبر غيبي، وليس له إسناد ثابت متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ثابت من قول مجاهد رحمه الله تعالى.

والله أعلم.


الخلاصة

الاحالات

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب