الحمد لله.
أولا:
جاء عن مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَكَلَ طَعَامًا ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا الطَّعَامَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .
أخرجه أبو داود (4023)، واللفظ له مطولاً، والترمذي (3458)، وابن ماجه (3285)، وأحمد (15632) باختلاف يسير.
واختلف العلماء في صحة هذا الحديث ، فحسنه جماعة من العلماء ، منهم :
1- أبو داود ، فقد سكت عنه، وقد قال في رسالته لأهل مكة: كل ما سكتُّ عنه فهو صالح.
2- الترمذي ، قال : حديث حسن غريب.
3- ابن القيم في "زاد المعاد" (2/ 365) فقال : حسن .
4- الحافظ ابن حجر العسقلاني في "الفتوحات الربانية" (1/ 301) فقال: حسن.
5- الألباني في "صحيح الترمذي" (3458) فقال: حسن.
وضعفه جماعة من العلماء ، منهم :
1- ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/ 206) فقال : فيه عبد الرحيم بن ميمون، أبو مرحوم المعافري: ضعفه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما.
2- صدر الدين المُناوي في "تخريج أحاديث المصابيح" (4/18) فقال : في سنده أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس وهما ضعيفان.
3- شعيب الأرناؤوط في "تخريج سنن أبي داود" (4023) فقال : إسناده ضعيف . ولكنه حسنه من قبل في مواضع أخرى ، منها : "تخريج زاد المعاد" (2/ 365).
ومثل هذا، إذا قُدِّر ضعفُه، فإن ضعفه يسير، يُحتمل مثلُه في أبواب الفضائل والأدعية والأذكار.
ثانيًا:
وعلى القول باستحباب قول ذلك بعد الطعام؛ فالظاهر أن الشراب مثله أيضا.
قال ابن رسلان في "شرح سنن أبي داود" (16/ 186) :
" فيه استحباب حمد اللَّه تعالى عقيب الأكل ، وكذا الشرب واللبس وغير ذلك ". انتهى.
وقال صاحب "بذل المجهود في حل سنن أبي داود" (12/ 52) :
" فيه استحباب حمد الله عقب الأكل ، وكذا اللبس والشرب وغير ذلك ، وقوله : ( ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ) ؛ فيتبرأ من حوله وقوته ، ويكلهما إلى الله سبحانه وتعالى..." انتهى.
والحاصل :
أنه لا حرج على من أثنى على الله تعالى، وحمده باللفظ المذكور، وسواء كان ذلك بعد الطعام أو الشراب.
والله أعلم.
تعليق