الحمد لله.
أولا :
قراءة القرآن بالترعيد
من البدع التي أحدثها بعض القراء قديما، ولا تزال موجودة إلى اليوم: قراءة القرآن بالترعيد، وهو ترديد الصوت، كالذي يرتعد من برد أو ألم.
وقد نبه العلماء على أن هذه بدعة مذمومة.
قال ابن الجزري في "التمهيد في علم التجويد" (ص 51): "وابتدعوا أيضاً شيئاً سموه الترعيد، وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد وألم، وقد يخلط بشيء من ألحان الغناء" انتهى.
وقال السيوطي في "الإتقان في علوم القرآن" (2/207):
"فائدة:
قال في "جمال القراء": قد ابتدع الناس في قراءة القرآن أصوات الغناء ...
ومما ابتدعوه : شيء سموه الترعيد، وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد، أو ألم" انتهى.
ويراجع للفائدة هذا المقطع في بيان صفة هذا "الترعيد" المذكور، وقول العلماء فيه
وينظر للفائدة أيضا هذا المقال حول بعض بدع القراء
ثانيا :
الصلاة خلف من يقرأ بالترعيد
أما الصلاة خلف من يقرأ بالترعيد، فهي صلاة صحيحة، لأن الترعيد لا يغير المعنى، وإنما ذمه العلماء لما فيه من التكلف، وتشبيه القرآن بالغناء.
قال ابن قدامة رحمه الله:
"تُكْرَهُ إمَامَةُ اللَّحَّان، الَّذِي لَا يُحِيلُ الْمَعْنَى، نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ.
وَتَصِحُّ صَلَاتُهُ بِمَنْ لَا يَلْحَنُ؛ لِأَنَّهُ أَتَى بِفَرْضِ الْقِرَاءَةِ.
فَإِنْ أَحَالَ الْمَعْنَى فِي غَيْرِ الْفَاتِحَةِ، لَمْ يَمْنَعْ صِحَّةَ الصَّلَاةِ، وَلَا الِائْتِمَامِ بِهِ، إلَّا أَنْ يَتَعَمَّدَهُ، فَتَبْطُلَ صَلَاتُهُمَا" انتهى من "المغني" (3/32).
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: إمام يلحن في القرآن، وأحيانا يزيد وينقص في أحرف الآيات القرآنية، ما حكم الصلاة خلفه؟
فأجاب :
"إذا كان لحنه لا يحيل المعنى: فلا حرج في الصلاة خلفه، مثل نصب (ربّ) أو رفعها في الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وهكذا نصب الرحمن أو رفعه ونحو ذلك.
أما إذا كان يحيل المعنى: فلا يصلى خلفه، إذا لم ينتفع بالتعليم والفتح عليه ، مثل أن يقرأ إياك نعبد بكسر الكاف، ومثل أن يقرأ أنعمت بكسر التاء أو ضمها.
فإن قبل التعليم وأصلح قراءته بالفتح عليه: صحت صلاته وقراءته" انتهى "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (12 /98-99).
والله أعلم.
تعليق