الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

يريد أن يتقدم لفتاة ولا يخبر أهلها بعمره الحقيقي

السؤال

اتفقت أنا وفتاة أصغر مني في العمر بكثير، أرغب في الزواج منها ألا نخبر أهلها بعمري الحقيقي، ولنخفي عشرة سنوات من عمري مثلاً، فهل هذا جائز شرعاً أم علينا وزر؟ يرجي الرد علينا بارك الله فيكم وعليكم؛ حتي يتسني لنا إتخاذ القرار المناسب.

الجواب

الحمد لله.

أولا :

لا شك أن الله تعالى حرم الكذب ، وأوجب على المؤمن أن يكون صادقا في أقواله ، حتى توعد النبي صلى الله عليه وسلم من يستمر على الكذب بأن مصيره إلى النار، فقال صلى الله عليه وسلم : إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا  رواه البخاري (5743)، ومسلم (2607) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

ثانيا :

الصفات المشترطة في الزوج: الأصل فيها أنها حق للمرأة، لأنها هي صاحبة الشأن في هذا، ولكن هذا لا يمنع أن يكون لأوليائها حق التدخل في بعض الشروط، حين يرون أنه قد يكون سببا لسوء العشرة بينهما، أو لغير ذلك من الأسباب، فلا يمكن إهمال رأي أهل المرأة تماما، ولذلك جعلت الشريعة نكاح المرأة بيد وليها، فلا تعقد لنفسها ، لأنه أعلم منها بمصالح النكاح، بحكم ما له من خبرة وتجارب في الحياة. والواجب على الولي أن يختار لها الأحسن، وأن يعمل لمصلحتها .

فقد يرى الولي أن فارق السن الكبير بينكما ليس من مصلحة المرأة، وقد لا يرى ذلك ، لأسباب تجعله يتغاضى عن السن.

وذلك يختلف باختلاف البلاد والمجتمعات، بل وأحوال المرأة وظروفها.

ثم إنه لا يظن أن إخفاء السن سيدوم كثيرا –بل الغالب أنه سيتم اكتشافه ولو بعد حين – وحينها ستحصل النزاعات والخصومات ، وكل ما كان سببا للنزاع بين المؤمنين فإن الشرع ينهى عنه ، قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ الحجرات/10، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا رواه البخاري (6064)، ومسلم (2563).

والحاصل:

أن الكذب في شأن سن الزوج: هو كذب، لا خفاء به . ولا نعلم مسوغا شرعيا لارتكابه، والواجب أن تدع الكذب في أمرك كله، ولا تبدأ حياتك بمثل ذلك. وأن تخبر أهلها بالحقيقة ، ثم تدع لهم الاختيار وهم على بينة من الأمر، بلا كذب ولا تدليس.

وعليك قبل ذلك أن تستخير الله تعالى، فإن الله سبحانه هو الذي يعلم الخير للعبد ويقدره له، والعبد لا علم له بذلك، قال الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ البقرة/216، وقال الله تعالى: فعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً النساء/19.

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب