الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

تزوجت وهي كارهة ولا تزال تفكر في خطيبها الأول

392158

تاريخ النشر : 23-06-2023

المشاهدات : 2269

السؤال

أنا عندي قصة منذ 45 سنة، وأرغب في معرفة الحكم حول قصتي، حينما كنت صغيرة بالعمر، وكنت يتيمة الأب، كنت مخطوبة لشخص، وقبل زفافنا بشهر واحد، زوجتي أمي رحمها الله تعالى شخصا آخر غصبا عني، في الوقت الذي كنت أرغب فيه في الزواج بخطيبي، ولكنها أخذتني للشخص الآخر رغما عني، وقد ترجيتها كثيرا، وزوجتني لهذا الشخص الغريب، وكان مريضا قليلا، وعشت معه في معاناة كبيرة إلى يومنا هذا، وكنت دائما ما أعمل من أجل أولادي، وقد سمعت سابقا، أن خطيبي السابق مرض، وتعذب كثيرا في حياته؛ لأنه ظن أنني خنته، ولكنه متزوج الآن، فما حكم زواجي؟ وما مصير أمي، فهي زوجتني غصبا عني؟ وهل أستطيع طلب السماح من خطيبي السابق بعد مرور كل هذه السنوات، رغم إنني متزوجة، وإلى يومنا هذا لم أنس خطيبي السابق؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

لا يجوز إكراه الفتاة على الزواج من شخص لا تريده، ولا يصح النكاح مع الإكراه؛ إلا أن تجيز النكاح وترضى به بعد ذلك.

فعن بُرَيْدَةَ بن الحصيب قال: "جَاءَتْ فَتَاةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي ابْنَ أَخِيهِ لِيَرْفَعَ بِي خَسِيسَتَهُ.

فَجَعَلَ الْأَمْرَ إِلَيْهَا.

فَقَالَتْ : قَدْ أَجَزْتُ مَا صَنَعَ أَبِي، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ النِّسَاءُ أَنْ لَيْسَ إِلَى الْآبَاءِ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ".

رواه ابن ماجه (1874)، وصححه البوصيري في مصباح الزجاجة (2/102) ، وكذا قال الشيخ مقبل الوادعي: " صحيح على شرط مسلم "، انتهى من "الصحيح المسند" (صـ 160).

وفي حال لم تجز المرأة هذا النكاح، فإنه يكون فاسداً، وعليها أن تخبر من عُقد له عليها بذلك، وليس له أن يجبرها على الجماع والمعاشرة، وليس لها أن تمكنه من ذلك ما دامت غير راضية بهذا الزواج .

ثانيا:

ما ذكرناه هو الراجح، ومن الفقهاء من يجيز إجبار البكر على النكاح من شخص يراه الولي مناسبا.

والأم قد تكون معذورة فيما فعلت، وتظن أنها تفعل ما يجلب السعادة لابنتها، وهي مخطئة بذلك.

ثالثا:

لا إثم عليك ولا ملامة في كونك لم تتزوجي من الخاطب الأول، فإنّ فسخ الخطبة يجوز لغير سبب.

ولا تبعة عليك في كونه مرض أو تعب، أو ظن أنك خنتِه، فإن فسخ الخطبة لا يعتبر خيانة، وهو جائز كما قدمنا.

فعليك أن تنسي هذا الأمر، ولا تفكري في الاعتذار له أو الاتصال به، فهذا من وسوسة الشيطان وخطواته التي أمرنا ألا نتبعها، وحدوث هذا من المرأة المتزوجة أمر قبيح معيب.

قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) النور/21.

والنصيحة أن تنشغلي بما ينفعك، وأن تعتني بزوجك الحالي، وأولادك، وتجعلي سعادتهم، ما أمكنك، وسعادتك بهم: مشروع حياتك؛ وألا تأسي على ما فاتك، فإنك لا تدرين فربما كان شرا صرفه الله عنك.

قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد/ 22، 23.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب