الحمد لله.
الزهري، هو: أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري المدني.
وهو أحد الأئمة الثقات؛ فهو من أجيال التابعين، أخذ علمه عن خير قرون هذه الأمة، فعلمه عن صغار الصحابة وكبار التابعين.
وقد اتصف بالديانة وقوة الحفظ وشدة الحرص على العلم، حتى صار إماما، فأقبل على الأخذ و تلقي العلم منه، ورضي بعلمه، واقتفاه ونقله: أئمة الفقه والحديث، كالإمام مالك بن أنس والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وسعيد بن عبد العزيز والأوزاعي إماما أهل الشام، وغيرهم كثير.
ولذا اتفقت كلمة أئمة الحديث والجرح والتعديل على توثيقه والاحتجاج بأحاديثه.
قال ابن سعد رحمه الله تعالى:
"قالوا: وكان الزّهريّ ثقة، كثير الحديث والعلم والرّواية، فقيها جامعا" انتهى من"الطبقات الكبرى" (5/ 356–357).
وقال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى:
"سمعت أبي يقول: الزهري أحب إلى من الأعمش، يحتج بحديثه، وأثبت أصحاب أنس الزهري.
وسئل أبو زرعة عن الزهري، وعمرو بن دينار، فقال: الزهري أحفظ الرجلين" انتهى من "الجرح والتعديل" (8/74).
وقال ابن حبان رحمه الله تعالى:
"محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن شهاب بن عبد اللّه بن الحارث بن زهرة بن كلاب الزّهريّ القرشي، كنيته أبو بكر، رأى عشرة من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكان من أحفظ أهل زمانه وأحسنهم سياقا لمتون الأخبار، وكان فقيها فاضلا، روى عنه النّاس" انتهى من"الثقات" (5/349).
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى:
"الزهري أعلم الحفاظ، أبو بكر، محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري المدني الإمام.
ولد سنة خمسين، وحدث عن: ابن عمر، وسهل بن سعد، وأنس بن مالك، ومحمود بن الربيع، وسعيد بن المسيب، وأبي أمامة بن سهل، وطبقتهم من صغار الصحابة وكبار التابعين.
وعنه: عقيل، ويونس، والزبيدي، وصالح بن كيسان، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، والأوزاعي، والليث، ومالك، وابن أبي ذئب، وعمرو بن الحارث، وإبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة، وأمم سواهم" انتهى من"تذكرة الحفاظ" (1/83).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
"محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أبو بكر، الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه، وهو من رؤوس الطبقة الرابعة" انتهى من"تقريب التهذيب" (ص506).
فالحاصل؛ أن الزهري إمام من أئمة الحديث متفق على توثيقه، ووصفه بالضعف أمر باطل لا أساس له.
والله أعلم.
تعليق