الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

فضل الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهل هناك صلاة جبريل؟

398434

تاريخ النشر : 10-04-2023

المشاهدات : 4838

السؤال

أنا من إندونيسيا، سمعت عن صلاة يقال لها: صلاة جبريل، تقرأ الصلوات: صلى الله على محمد، والتي يقال: إن الله يرزقه من حيث لا يحتسب، ويجعل له مخرجا من المشكلة. والسؤال" هل هذه الصلاة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أم أن هذه الصلاة بدعة؟

الجواب

الحمد لله.

لا نعلم صلاة اسمها صلاة جبريل، ولعل المراد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بشره جبريل بفضلها، كما روى النسائي (1295) عن أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبِشْرُ يُرَى فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: (إِنَّهُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَمَا يُرْضِيكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا ) وحسنه الألباني في "صحيح النسائي".

روى مسلم (408) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا).

فمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة كأن قال: اللهم صل على محمد، أو صلى الله على محمد، صلى الله عليه عشرا.

وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثابت في أحاديث كثيرة.

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تسعة وثلاثين فائدة وثمرة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، في كتابه "جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام" ص 445- 455

وقال السخاوي رحمه الله :" وهي – أي الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم – من أبرك الأعمال وأفضلها، وأكثرها نفعا في الدين والدنيا، وغير ذلك من الثواب المرغِّبِ للفَطِن الحريص على اقتناء ذخائر الأعمال، واجتناء الثمرة من نضائر الآمال، في العمل المشتمل على هذه الفضائل العظيمة، والمناقب الكريمة، والفوائد الجمة العميمة، التي لا توجد في غيره من الأعمال، ولا تعرف في سواه من الأفعال والأقوال، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا" انتهى من "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع" ص/109.

ومن ثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: تفريج الكرب وذهاب الهم وقضاء الجوائج، كما روى أحمد (21242) والترمذي (2457) واللفظ له عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ:

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ).

قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟

فَقَالَ: (مَا شِئْتَ).

قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟

قَالَ: (مَا شِئْتَ؛ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ).

قُلْتُ: النِّصْفَ؟

قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ).

قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟

قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ).

قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟

قَالَ: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

ولفظ أحمد: عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ:

قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ؟

قَالَ: (إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ).

والحديث حسنه الألباني، ومحققو المسند.

نسأل الله أن يرزقنا وإياك كثرة الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم.

والله وأعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب