الحمد لله.
التقييمات شهادة من صاحبها، فيلزم أن تكون بعلم وصدق، ولا يجوز أن يقيم الإنسان شيئا لا يعلمه، أو أن يقيمه بما لا يستحق.
فإن كنت صادقا فيما تقول من التقييمات، وعندك من الخبرة بما تتكلم عنه، ما يؤهلك للشهادة عليه، وتقييمه، فلا حرج عليك أن تعمل في ذلك التقييم، وأن تتقاضى عليه أجرا.
وينظر: جواب السؤال رقم:(399752).
وهذا العميل : إن كنت لا تعلم شيئا عنه، فلا يحل أن تضع له خمس نجمات، ولا يحل أن تعتمد على ما يخبرك به عن نفسه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا رواه البخاري (5629)، ومسلم (4719).
وروى البخاري (5976)، ومسلم (87) عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟)
قُلْنَا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ : الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ.
وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ : أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ ، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ : لَا يَسْكُتُ".
وقال صلى الله عليه وسلم: مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا أخرجه مسلم برقم (101).
وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله: "بعضُ الأخواتِ تُرسلُ وتطلبُ التَّصويتَ لقريب لها شاركَ بمسابقة أو مفاضلة لعمل، وتطلبُ مِنَّا التّصويتَ، ونحنُ لم نشاهد عملَه ولم نحضر المسابقة
فأجاب: لا، غلط، لو صوَّتَّ له وأيَّدتَه وقلتَ كذا: كنتَ متكلِّمًا بغيرِ حقٍّ، وكنتَ كاذبًا أو كذَّابًا" انتهى من موقع الشيخ.
فالواجب أن تمتنع عن هذا التقييم ولو أدى إلى إلغاء "الطلبية" أو قيام هذا العميل بتقييم خدماتك تقييما جائرا، فسلامة دينك مقدمة على تحصيل عرض الدنيا الزائل.
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
والله أعلم.
تعليق