الحمد لله.
تنظيف الأذن عن طريق إدخال منديل أو عود أو نحو ذلك ؛ لا يفسد الصوم عند المذاهب الأربعة ، ولم نقف على قول لأحد من العلماء بأن ذلك يفسد الصوم .
أما إذا كان التنظيف عن طريق صب شيء في الأذن كدواء أو قطرة ونفذ إلى داخل الدماغ : فقد ذهب جمهور الفقهَاء ، وهو الأصحُّ عند الشَّافِعِيَّةِ إِلى فساد الصَّوْمِ بِتَقْطِيرِ الدَّوَاءِ أَوِ الدُّهْنِ أَوِ الْمَاءِ فِي الأُذُنِ .
وللشافعية قول آخر ، وهو أن ذلك لا يفسد الصوم .
قَالَ النَّوَوِيُّ : " لَوْ صَبَّ الْمَاءَ أَوْ غَيْرَهُ فِي أُذُنَيْهِ ، فَوَصَلَ دِمَاغَهُ أَفْطَرَ، عَلَى الأَصَحِّ عِنْدَنَا ، وَلَمْ يَرَ الْغَزَالِيُّ الإِفْطَارَ بِالتَّقْطِيرِ فِي الأُذُنَيْنِ " انتهى من "المجموع" (6 / 320).
وقال البغوي: " إذا أكل شيئاً متعمداً وإن قل، أو شرب، أو استعط [هو الدواء يجعل في الأنف] ، أو قطر شيئاً في أنفه، أو أذنه؛ حتى وصل إلى الدماغ، أو احتقن، أو قطر في إحليله شيئاً فوصل إلى المثانة - فسد صومه.
وقيل: إذا صب في أذنه شيئاً لا يفسد صومه، وإن ظهر أثره في الدماغ؛ لأنه لا منفذ من الأذن إلى الدماغ، وإنما يصل إليه من المسام " انتهى من "التهذيب في فقه الإمام الشافعي" (3/ 161).
وقال العمراني : " فإن صب الماء في أذنه، فوصل إلى دماغه.. ففيه وجهان: أحدهما - وهو قول الشيخ أبي إسحاق، وأبي علي السنجي -: أنه يبطل صومه؛ لأنه وصل إلى دماغه، فهو كالسعوط.
والثاني - وهو قول المسعودي: أنه لا يبطل صومه؛ لأنه لا ينفذ من الأذن إلى الدماغ، وإنما يصل إليه بالمسام " انتهى من "البيان في مذهب الإمام الشافعي" (3/501).
وقد سبق في موقعنا ترجيح القول بأن قطرة الأذن لا تفطر الصائم في الفتوى رقم: (80208).
والحاصل : أن تنظيفك لأذنيك حال الصيام بمنديل أو عود أو نحو ذلك لا أثر له على صحة صيامك ، وبالتالي ليس عليك قضاء تلك الأيام .
والظاهر أن المعلومة التي وصلتك عن التفطير بتنظيف الأذن، كانت تتحدث عن تنظيف الأذن بالماء – غسيل الأذن - ؛ فهذا، ونحوه، هو الذي يفطر على مذهبك.
فإن كنت فعلت ذلك، فعليك بقضاء الأيام التي غسلت فيها أذنك بالماء، أو نحوه من السائل، لأن ذلك يفطر – على مذهب الإمام الشافعي، الذي تتبعينه- .
على أننا ننصحك بترك هذه العادة المؤذية الضارة، وعرض نفسك على طبيب أخصائي، ففي هذا التصرف خطر على أذنك وسلامتها.
والله أعلم.
تعليق