الحمد لله.
إذا قام والدك بسداد دين أبيه دون نية في الرجوع والمطالبة، ثم أصر الأب على إعطائه البيت مقابل ذلك، أو أنه سيبيع البيت لأجنبي ويعطي ثمنه لوالدك، ففي هذا تفصيل:
1-فإن كان جدك لم يقبل تبرع والدك بسداد الدين عنه من البداية، بل أصر أن يعوضه: فهذا يعني أن تبرع أبيك لم يصح لعدم القبول.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (42/134): " ذهب المالكية والشافعية والحنابلة وزفر من الحنفية إلى أن ركن صيغة الهبة يتكون من الإيجاب والقبول" انتهى.
2-وإن كان جدك قبل سداد الدين تبرعا من ابنه، ثم عاد فأراد تعويضه، فتبرع والدك صحيح وله أجره عند الله.
وهذا التعويض من جدك يعتبر هبة لأبيك، والواجب في الهبة للأولاد – من حيث الأصل – العدل بين الأبناء جميعا؛ إلا إن وافق المفضولون على الهبة للفاضل، وكانوا بالغين راشدين، أو كان التفضيل لمسوغ شرعي كما ذهب إليه بعض العلماء، وينظر: جواب السؤال رقم:(288457).
لكن الذي يظهر أن التفضيل الذي حصل لوالدك: ليس تفضيلا محضا، بل لمسوغ شرعي، وهو ما دفعه والدك لسداد الدين، ولكونه لم يأخذ شيئا لزواجه، والزواج في هذه الأزمنة يتوسع الناس فيه، فيكون بعضه هبة، لا نفقة واجبة.
وعليه؛ فلا حرج فيما قام به جدك من إعطاء البيت لوالدك، والحال أن قيمته أقل من الدين الذي سدده والدك.
والله أعلم.
تعليق