الحمد لله.
لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لأجل إحداث تغيير في الخلقة، وإنما بعث لتزكية الناس وتغيير أخلاقهم إلى الأحسن والأطهر.
قال الله تعالى:(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) الجمعة/2.
فما ورد من ذكر للخنثى في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإنما ورد ارشادا لكيفية التعامل معهم، حتى لا يقع الفساد والفتن في المجتمع المسلم، ومن ذلك ما رواه البخاري (5887) عن هِشَام بْن عُرْوَةَ، أَنَّ عُرْوَةَ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أم سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَهَا وَفِي البَيْتِ مُخَنَّثٌ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ أَخِي أُمِّ سَلَمَةَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنْ فَتَحَ اللَّهُ لَكُمْ غَدًا الطَّائِفَ، فَإِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى بِنْتِ غَيْلاَنَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ يَدْخُلَنَّ هَؤُلاَءِ عَلَيْكُنَّ).
وأما وجود جنس الخنثى: فقد كان معروفا في السابق من الأزمان، في مختلف الأمم، كما هو معروف عند أهل الاختصاص من أهل التشريح والطب، ومن ذلك أنه كان موجودا بين العرب في جاهليتها، وعنهم أُخذ لفظ "الخنثى".
ومن ذلك ما يذكره أهل التاريخ كقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
" أول من قضى في الجاهلية في الخنثى، بالميراث، من حيث يبول عامر بن الظرب" انتهى من "تلقيح فهوم أهل الأثر" (ص 340).
والله أعلم.
تعليق