الحمد لله.
أولًا :
الاستنشاق والاستنثار واجبان في الوضوء ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بهما في عدة أحاديث ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم: (153791) .
ثانيا :
الاستنشاق هو إدخال الماء إلى داخل الأنف ، والاستنثار هو إخراجه بالنفس .
ويكفي في الاستنشاق أقل ما يصدق عليه أنه استنشاق ، وهو مجرد إدخال الماء في فتحة الأنف ، مهما كان قليلا ، وإن كان الأفضل المبالغة في ذلك وإيصال الماء إلى أقصى الأنف ، مبالغة في النظافة.
قال البهوتي رحمه الله في "كشاف القناع" (1/94) :
"المبالغة في الاستنشاق : جذب الماء بنفس إلى أقصى الأنف ...
والواجب في الاستنشاق جذب الماء إلى باطن الأنف ، وإن لم يبلغ أقصاه" انتهى .
وعلى هذا ؛ فيكفيك أن تدخل الماء إلى باطن الأنف من غير مبالغة ، ويكون وضوؤك صحيحا، وهذا يحصل مهما كان انسداد الأنف بسبب المرض ؛ فإن انسداد الأنف لا يسد الفتحة الخارجية التي يدخل منها الماء ، وإنما يمنع "المبالغة " في الاستنشاق، وهذه ليست واجبة بالاتفاق، حتى وإن قلنا بوجوب الاستنشاق .
فإن قدر أن نفس الاستنشاق يضرك ، لأجل المرض : لم يلزمك ، وتتوضأ على حسب ما يمكن ، ولا يضرك ذلك ، ولا يلزمك إعادته إن زال انسداد الأنف .
وينظر جواب السؤال (302360)
والله أعلم .
تعليق